أميركا وإيران... "دبلوماسية الحرب"!

مشاركة


عربي ودولي

أنور عقل ضو

ما قصدناه بـ "القوة المرنة" في مقالتنا أمس، وكانت بعنوان "إيران و(القوة المرنة)... ضربات موضعية ولا حرب شاملة!"، ظن البعض أننا نوارب في قراءة خلفيات اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري قاسم سليماني، والتقليل من حجم قوة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ودورها في المنطقة، لكن لم يتنبَّهْ كثيرون إلى أنه لا يمكن التحليل والإستنتاج بالإستناد إلى الخطابات والردود الإنفعالية، وما أكدناه أمس يبدو أكثر جلاء اليوم، مع تبلور جملة من الأمور والمواقف بدت أكثر هدوءا وأقل انفعالا.

وما قلناه بالأمس أيضا، أكده اليوم مصدر رفيع في الجيش الإيراني، حين قال بـــ "أننا سنمتنع عن أي رد متهور أو متسرع على مقتل (قاسم) سليماني"، واستخدام مفردتي "التهور والتسرع" يُستشف منهما أن ما أكدناه أيضا لجهة ألا حرب شاملة بات أكثر وضوحا، وهذا يعكس طبيعة النظام الإيراني الذي يتسم بواقعية في مقاربة ما يواجه من أخطار دون تبني مغامرات غير محسوبة النتائج، وهذه سمة الأقوياء، خصوصا وأن مفهوم القوة هنا لا يقاس بالقدرة الصاروخية وترسانة إيران العسكرية، وإنما بتصميمها وقدرتها على اللعب في حدود المتاح لها دون المساومة على ما تعتبره ضامنا لحقوقها ولدورها ولأمنها.

وما يعزز ذلك، تلقي إيران رسائل أميركية عبر سفير سويسرا في طهران، إذ لا علاقات دبلوماسية بين البلدين، وتعتبر السفارة السويسرية الراعي لمصالح واشنطن في طهران، وقد نقل السفير السويسري رسائل من الولايات المتحدة إلى القيادة الإيرانية، التي استدعت القائم بأعمال السفارة بطهران للمرة الثانية وجرى إبلاغه بالرد على الرسالة الأميركية واحتجاجها الشديد على اغتيال قاسم سليماني.

وإذا كان العالم يراقب ويتوجس خيفة من أية مواجهات واسعة في المنطقة، فإن الأمور تنحو في اتجاه عمل عسكري محدود، ستفرضه "دبلوماسية الحرب" بين واشنطن وطهران!







مقالات ذات صلة