*جوني بعقليني
في هذا المقال نتناول السمندر المخطط الجنوبي، والذي يسمى أيضا السمندر (السلمندر) المائي أو سمندر الماء واسمه بالإنجليزية Southern Banded Newt السمندر المخطط الجنوبي Ommatotriton vittatus ، ويمكن وصف هذا المخلوق بأنه من أروع أنواع البرمائيات الموجودة في لبنان.

Source: Sergé Bogaerts et al.

والسبب في هذا التوصيف، أن الذكر في وقت التزاوج يظهر سلسلة ظهرية في نهايتها أشواك يرفعها للإستعراض، مع ألوان زاهية مقارنة بالأنثى، وهذا النوع من السمندر المائي هو حيوان برمائي متوسط الحجم ينتمي إلى عائلة Salamandridae، والسلمندريات بشكل عام هي الوحيدة التي يبقى الذيل فيها بعد البلوغ.
وتتميز الذكور أيضا بكونها أكبر قليلاً من الإناث، حيث يصل طولها إلى 13.8 سم و10.8 سم على التوالي، وقد تم توثيق أقصى عمر لها بثماني سنوات لكل من الإناث والذكور، وتبلغ الذكور عادة بعمر ثلاث سنوات، بينما الإناث بعمر أربع سنوات وفقا للخبراء في هذا المجال.

Source: Sergé Bogaerts et al.

المدى والتوزع الجغرافي

يوجد هذا النوع في جنوب شرق تركيا وغرب الجمهورية العربية السورية ولبنان وشمال غرب الأردن وأجزاء من الأراضي الفلسطينية وفقا لـ (Kurtuluş Olgun et al. 2009) ، ويوجد هذا النوع من السمندر المائي فقط في لبنان، ويقتصر توزيعه بشكل خاص على عدد قليل من البرك المحلية والأراضي الرطبة سريعة الزوال في سلسلة الجبال الغربية (الهراوي- بلوكيه وآخرون، 2001).

ويتواجد هذا النوع في الغابات الصنوبرية والمختلطة والمروج الجبلية المتوسطة Subalpine meadows، ويحدث التكاثر في البحيرات، والبرك، والبرك المؤقتة، والبرك الكبيرة، وقنوات الصرف، والخنادق على جانب الطريق وفي المروج، والجداول بطيئة التدفق، وبرك الجداول في المناطق المفتوحة بالقرب من الغابات أو داخلها (Kurtuluş Olgun et al. 2009).

التهديدات

هذه الحيوانات تتعرض للعديد من التهديدات، فعلى الرغم من أنه تم إدراجها على أنها أقل تهديدا (Least Concern) من قبل IUCN، إلا أن وضع هذا النوع في جميع أنحاء نطاقه، حساس للغاية بسبب فقدان الموائل من خلال تدمير الغابات، وتدمير الأراضي الرطبة، والرعي الجائر من قبل الماشية، والمد العمراني، والتلوث الصناعي والكيميائي الزراعي، بالإضافة إلى جمعه من قبل تجار الحيوانات البرية (Kurtuluş Olgun et al. 2009).
نظام السمندل المائي الغذائي
يتغذى هذا النوع على مجموعة كبيرة ومتنوعة من الفرائس الموجودة في بيئته، وخصوصا القشريات الصغيرة والحشرات المائية الكبيرة الأخرى، جنبًا إلى جنب مع عدد صغير من مفصليات الأرجل الأرضية التي تسقط في الماء.

السلوك الدفاعي

هذا النوع من الحيوانات سام للغاية ولا سيما في مرحلته الأرضية، حيث يستجيب هذا النوع للتهديدات من خلال التدحرج وكشف بطنه ذي الألوان الزاهية، كمؤشر على سميته العالية، بينما هذا العرض من السلوك الدفاعي غير موجود في شكله المائي، في هذه المرحلة يكون لديه في الغالب مخاطر أقل للتعرض للإفتراس من تلك الموجودة على الأرض حيث يمكنه السباحة بسرعة، (بي واي ياكين وآخرون 2019).

السلوك ودورة الحياة

في بداية موسم الأمطار، تبدأ الحيوانات البالغة بالانتقال إلى المياه الضحلة أو الراكدة أو المتدفقة ببطء، والانتقال من شكلها الأرضي إلى شكلها المائي، يسكن الذكور في الأحواض من كانون الثاني (يناير) إلى آذار (مارس)، ويتركونها بعد التزاوج، بينما قد تبقى الإناث في المياه حتى أيار (مايو) (Raxworthy 1988).
الذكور تدافع عن منطقتها وستقاتل بعضها البعض على أفضل المواقع في البرك، تقبل الإناث في الغالب الذكور ذوي الألوان الأكثر سطوعًا والسلسلة الظهرية الأكبر (Raxworthy 1988).

يحاول الذكر في مرحلة التزاوج القيام باستعراض لجذب الإناث، ويمر بتسلسل من حركات مغازلة متعددة المراحل، والذي ينجح ينتهي بنقل الحيوانات المنوية للأنثى (Raxworthy 1988).
خلال موسم التزاوج، يطوّر الذكور قمة ظهرية بارزة Dorsal Crest فيها حوالي 14 شوكة Spines، ويقوم بالإستعراض أمام الأنثى، وبحركات متواصلة حتى يتم التزاوج.بعد التلقيح والتزاوج وخلال يوم إلى عدة أيام حسب درجة حرارة الماء وبالمقارنة مع الأنواع الأخرى المماثلة، تضع الإناث ما بين 18-68 بيضة على أسطح النباتات أو الصخور، وتظهر اليرقات بعد 19-29 يومًا اعتمادًا على درجة حرارة الماء، قد يستغرق ما بين 30 إلى 75 يومًا لإكمال التحول والانتقال إلى الشكل الأرضي (Raxworthy 1988).
* مهندس معماري وناشط بيئي في مجال المحافظة على الحياة البرية Conservationist.

**الترجمة لقسم الترجمة في "إليسار نيوز"