إنطلاق قمة "الكوكب الواحد" One Planet لحماية التنوع الحيوي في باريس
أنور عقل ضو
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مساء أمس الإثنين، عن إنطلاق قمة "الكوكب الواحد" One Planet لحماية التنوع الحيوي العالمي في باريس.
وشارك 30 من قادة دول ومسؤولين حكوميين ورؤساء منظمات عالمية في القمة مع تغيب مسؤولين من الولايات المتحدة وروسيا والبرازيل والهند، كما وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال القمة أن تحالف الطموح العالي للطبيعة والناس the High Ambition Coalition for Nature and People، الذي أطلقته كوستاريكا وفرنسا وبريطانيا في عام 2019 لتحديد هدف حماية 30 بالمئة على الأقل من التنوع البيولوجي برا وبحرا وجوا في الكوكب بحلول عام 2030، قد انضمت إليه حتى الآن خمسين دولة.
وقال ماكرون في كلمة من الإليزيه بحضور بعض المشاركين شخصيا فيما شارك آخرون بواسطة الفيديو: "مستقبلنا ومستقبل كوكبنا رهن بما نفعله هنا والآن".
وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن "بدء العام 2021 مع قمة (وان بلانيت) مهم جدا لأنها سنة المواءمة بين كل تحدياتنا، مع المؤتمر العالمي للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والاجتماع الـ 15 لمؤتمر الأمم المتحدة بشأن التنوع الحيوي، ومؤتمر الأطراف الـ 26 من أجل المناخ ومؤتمر الأطراف بشأن مكافحة التصحر"، مذكرا بالفشل بعدم بلوغ أي الأهداف المحددة للعقد المنصرم على صعيد حماية التنوع الحيوي.
وقال: "علينا الإقرار بهذا الفشل، ليس لتحويل الأمر مأساة بتاتا بل لتسريع عملنا مع أمور ملموسة جدا ومتابعة واقعية لها".
وقد أظهر تقرير للأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي لعام 2019 أن الأنشطة البشرية تضع الطبيعة في خطر ومشاكل الآن أكثر من أي وقت آخر في تاريخ البشرية ، مع الانقراض الذي يلوح في الأفق لأكثر من مليون نوع من النباتات والحيوانات. وقال ماكرون "نحن نعلم بشكل أوضح في خضم الأزمة، جميع نقاط الضعف لدينا مترابطة ، فالضغط على الطبيعة الذي تمارسه الأنشطة البشرية يزيد من عدم المساواة ويهدد صحتنا وأمننا"، وأضاف: "يمكننا تغيير القصة إذا قررنا القيام بذلك".
وركزت القمة التي استمرت ليوم واحد على أربعة مواضيع رئيسية: حماية النظم البيئية البرية والبحرية. تعزيز إيكولوجيا الزراعة، وهي طريقة أكثر استدامة لزراعة المحاصيل الغذائية، زيادة التمويل لحماية التنوع البيولوجي ؛ وتحديد الروابط بين إزالة الغابات وصحة الإنسان والحيوان. من ناحيته شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كلمة عبر الفيديو على أن العالم لا يستطيع "العودة إلى الوضع السابق" بعد أزمة كوفيد-19 التي تجسد فداحة المخاطر المتأتية من الاختلالات البيئية.
وأكد نائب رئيس الوزراء الصيني هان جينغ Han Zheng من جانبه، أنه "بالنظر إلى استمرار تفشي الفيروس، على الأطراف إيجاد آليات نقاش جديدة وزيادة التواصل والعمل في الاتجاه عينه لتسريع المفاوضات" تحضيرا لمؤتمر الأطراف الخامس عشر بشأن التنوع الحيوي الذي تستضيفة كونمينغ الصينية هذه السنة.
وتخللت القمة كلمات لحوالى ثلاثين شخصية عالمية، معظمها عبر الفيديو، من بينها كلمة لرئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، ووريث العرش البريطاني الأمير تشارلز، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان دير لايين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل Angela Merkel ، ورئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون Boris Johnson ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو Justin Trudeau، ورئيس كوستاريكا كارلوس ألفارادو، ورئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد ورئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس.
أطلقت القمة أيضًا برنامجًا يسمى PREZODE قدمه ماكرون كمبادرة دولية غير مسبوقة لمنع ظهور الأمراض والأوبئة الحيوانية المصدر، والتي حشدت بالفعل أكثر من 400 باحثا وخبيرا من جميع أنحاء العالم. وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يشتبه فيه العلماء في أن الفيروس التاجي الذي أصاب الأشخاص لأول مرة في الصين العام الماضي جاء من مصدر حيواني، ربما من الخفافيش.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش Antonio Guterres في مداخلته: "التعافي من الوباء هو فرصتنا لتغيير المسار"، مضيفا "من خلال السياسات الذكية والاستثمارات الصحيحة ، يمكننا رسم مسار يجلب الصحة للجميع وينعش الاقتصادات ويبني المرونة وينقذ التنوع البيولوجي".
وشدد غوتيريش أيضًا على أنه وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يمكن لفرص الأعمال الناشئة عبر الطبيعة أن تخلق 191 مليون فرصة عمل بحلول عام 2030.
وركز مؤتمر جانبي يوم الاثنين على الاستثمار في مشروع السور الأخضر العظيم في إفريقيا، والذي يتضمن جهودًا ضخمة لمنع انتشار الصحراء الكبرى. اقصى الجنوب.
ورحب المشاركون بإنشاء ما يسمى بالمسرع accelerator ، والذي من المتوقع أن يرصد 14.3 مليار دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لتمويل البرنامج. وقد تم إطلاقه في عام 2007، ويهدف إلى زرع قوس من الأشجار يمتد 7000 كيلومتر (4350 ميلاً) عبر إفريقيا - من السنغال على طول المحيط الأطلسي وصولاً إلى جيبوتي على خليج عدن.
تتضمن مبادرة أخرى تحالفًا جديدًا من دول البحر الأبيض المتوسط يعمل على حماية البحر بشكل أفضل من التلوث والصيد الجائر.
كما وأطلق الأمير تشارلز البريطاني "نداءً عاجلاً" لقادة القطاع الخاص للإنضمام إلى تحالف استثماري جديد يستهدف 10 مليارات دولار بحلول عام 2022 لتمويل الحلول القائمة على الطبيعة.