"إليسار نيوز" Elissar News

بعد إعلان رئيس مجلس إدارة هيئة البيئة – أبو ظبي النوع النباتي الجديد من نبات الحرمل (Peganum harmala) للمرة الأولى في إمارة أبو ظبي تحديدا وفي دولة الإمارات العربية المتحدة ككل، وجه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة الذي أعلنت الهيئة عن اكتشاف هذا النوع فيها مؤخراً بإكثار النوع الجديد من نبات الحرمل وادراجه ضمن برامج حفظ وإكثار النباتات المحلية المهمة التي تديرها الهيئة ضمن مشتل النباتات التابع لها في منطقة الظفرة.
ويختلف اختلافاً تاماً عن النوع الشائع والمشابه له في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يطلق عليه في اللهجة المحلية إسم الحرمل واسمه العلمي (Rhazya stricta) وتتواجد هذه النباتات في مناطق شرقي العين وفي العديد من الإمارات الأخرى.
وأهمية تسجيل هذا النوع الجديد من خلال إضافة "الجنس" (Peganum) كجنس نباتي جديد للدولة، فضلا عن النوع (Peganum harmala)، ما يدل على أهمية التنوع البيولوجي النباتي في الإمارات العربية المتحدة، إذ أن النوع الجديد يعتبر من النباتات المميزة للمناطق الجغرافية الحيوية لأقاليم الصحراء العربية والإقليم السندي- الصحراوي بالإضافة إلى المناطق الجافة من حوض البحر المتوسط وشرقي القوقاز.

من جهتها لفتت الأمينة العامة للهيئة الدكتورة شيخة سالم الظاهري إلى أنه: "وفقاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان، ستقوم الهيئة بمراقبة مناطق انتشار نوع الحرمل الجديد بشكل دوري، فضلا عن جمعه وحفظه وإكثاره ضمن مشتل النباتات التابع للهيئة، وتشمل التعاون مع المراكز البحثية المتخصصة والجامعات كونه من النباتات الطبية البرية الهامة الموثقة عالمياً، كما سيتم توثيق هذا النوع ضمن قواعد البيانات على مستوى الإمارة والدولة، وجمع عينات تصنيفية وإضافتها ضمن معشبة النباتات البرية للهيئة".
وبعتبر نبات الحرمل Peganum harmala من النباتات العشبية المعمرة، ويتميز بسيقان متعددة قائمة ومتعرجة يتراوج طولها بين 30-60 سم، كما وأن أوراقه بأنها متناوية شديدة التفصص ومقسمة إلى أجزاء ضيقة، أما الأزهار فهي مفردة بيضاء وتعطي ثماراً ثلاثية المصاريع كروية الشكل بها بذور سوداء صغيرة، وينمو هذا النبات بصورة برية في معظم بلدان الوطن العربي، لا سيما في المناطق الصخرية في البيئات ذوات المطر الوفير نسبيا وفي كثير من بلدان البحر الأبيض المتوسط، كما وينتشر هذا النوع في إمارة أبو ظبي يتنشر في محمية الحبارى الواقعة بين منطقة المرزوم ومدينة زايد.

وللحرمل أسماء أخرى مثل غَلْقَة الذئب أو السذاب البـري، وغالباً ما ينمو في الظروف والمناخات شبه الجافة، ومناطق السهول، والتربة الرملية، وقد استخدم قديماً في العلاجات التقليدية في آسيا الوسطى، وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، وكمادةٍ مُخدّرة في الشرق الأوسط، كما وإن الصبغة الحمراء المُستخرجة من بذور الحرمل تستخدم لصبغ السجاد والصوف في غرب آسيا.
واستخداماته الطبية محذورة كون الجرعات المنخفضة (حوالي 4 غرامات من البذور) تؤدي إلى الهلوسة، أما الجرعات الكبيرة، فلها تأثير خطير على الجهاز العصبي والقلب والدورة الدموية فضلا عن الكبد والكلى وقد تؤدي إلى الوفاة، إلا أن بعض الأبحاث أشارت إلى أن مُستخلص هذا النبات يساهم في تثبيط وتقليل معدل نمو خلايا سرطان الثدي في المختبر، فضلا عن دراسة تثبت قدرته على خفض مستوى السكر والدهون في الدم، وفي حالات الاكتئاب والأرق، الألم، مرض "باركنسونParkinson's، آلام الدورة الشهرية، وغيرها