دراسة حديثة تبشر بإمكانية التعافي من مرض السكري من النوع الثاني!

مشاركة


صحة وجمال

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

تبدأ مجموعة متنوعة من المشكلات الطبية من عدم قدرة أجسامنا على معالجة كل السكر الموجود في النظام الغذائي في البلاد حول العالم، لدرجة أن بعض الخبراء قام بتصنيف مرض "الزهايمر" Alzheimer على سبيل المثال،ببساطة على أنه داء السكري من النوع الثالث، والتنكس البقعي Macular Degenation على أنه أكثر بقليل من "داء السكري في العين"، لذا فإن الدراسة البريطانية التي فحصت طرق التحكم الذاتي في مرض السكري من النوع الثاني، وإمكانية التعافي من هذا المرض جديرة بالملاحظة بشكل خاص.

مرض السكري 


فأكثر من 25 بالمئة من الأميركيين فوق سن 65 يعانون من مرض السكري، مما يعني أن أولئك الذين ولدوا في الخمسينيات من القرن الماضي أو ما يطلق عليهم اسم Baby Boomers لديهم احتمالية أعلى للإصابة بمرض السكري من أي فئة عمرية أخرى.
يصيب السكري شخص من كل 11 من سكان العالم البالغين (415 مليون شخص)، وهذه النسبة تميل إلى الإرتفاع، ويحدث داء السكري من النوع الثاني بسبب وجود الكثير من الغلوكوز (نوع من السكر) في الدم بسبب عدم إنتاج البنكرياس ما يكفي من الأنسولين (هرمون يسبب يستقلب الغلوكوز ويحوله إلى طاقة في الخلايا) بالإضافة إلى مقاومة الخلايا للأنسولين.

ملخص الدراسة


الدراسة البريطانية تحت اسم DiRECT، وهو اختصار لجملة "التجارب السريرية للتعافي من مرض السكري" Diabetes Remission Clinical Trial، وقام الباحثون في جامعة غلاسكو وجامعة نيوكاسل بشمل 298 شخصًا بالغًا (تتراوح أعمارهم بين 20 و 65 عامًا) في الدراسة، وتم تشخيص إصابتهم بداء السكري من النوع الثاني خلال السنوات الثماني الماضية.
وقد صُممت لتقييم إمكانية أن تكون خيارات أنماط الحياة الصحية قادرة على عكس Reverse المرض، بدلاً من الاعتماد على الأدوية وحدها، تم تقسيم المشاركين إما إلى رعاية مرضى السكري العادية التي يراقبها الطبيب أو تمرين مكثف وبرنامج إنقاص الوزن.
سُمح لأعضاء مجموعة إدارة الوزن المؤلفة من 149 شخصًا باستهلاك حوالي 850 سعرة حرارية في اليوم فقط، ولمدة ثلاثة إلى خمسة أشهر، كان نظامهم الغذائي يتألف بشكل أساسي من أشياء مثل العصائر الصحية والشوربات. بمجرد اكتمال هذه المرحلة، تمت إضافة الطعام مرة أخرى إلى نظامهم الغذائي خلال فترة انتقالية تتراوح من أسبوعين إلى ثمانية أسابيع. لمساعدتهم في الحفاظ على فقدان الوزن، وتلقى أعضاء هذه المجموعة أيضًا العلاج السلوكي المعرفي والمشورة بشأن النشاط البدني الإضافي.
بعد عام، فاجأت النتائج كل من المشاركين ومديري الدراسة. تمكن ما يقرب من 90 بالمئة من المشاركين الذين فقدوا ما لا يقل عن 30 رطلاً (حوالي 15 كيلوغراما) من عكس مرض السكري لديهم، أكثر من نصف المشاركين الذين فقدوا 22 إلى 33 رطلاً (10-20 كيلوغراما) حققوا أيضًا تعافيا. وعملية عكس استمرارية المرض نجحت حتى مع 34 بالمئة ممن فقدوا 11 إلى 22 حوالي (5-10 كيلوغراما) رطلاً فقط.

تعافي البنكرياس


كان اللافت في صور الرنين المغناطيسي MRI عودة البنكرياس إلى حجمه وشكله الطبيعي، فإنه في الدراسة السابقة للحالية، فقد استعادت خلايا البنكرياس Beta Cells قدرتها على إنتاج الإنسولين، كما لو أنها لم تصاب بمرض السكري، وقال البروفسور روي تايلور Roy Taylor رئيس الفريق البحثي: " "أظهر بحثنا السابق عودة إلى السيطرة الطبيعية على الغلوكوز على المدى الطويل، لكن بعض الخبراء يواصلون الإدعاء بأن هذا مجرد (مرض السكري إنما خاضع للسيطرة الجيدة) على الرغم من إثباتنا لعودة البنكرياس إلى إنتاج الأنسولين الطبيعي. إلا أن التغير في حجم وشكل البنكرياس هو دليل مقنع على العودة إلى الحالة الطبيعية".

تفاصيل الدراسة


أظهرت دراسات التصوير السابقة حجم البنكرياس الصغير وشكله غير الطبيعي لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ولكن ما إذا كانت هذه التشوهات ناتجة عن الحالة المرضية أم أنها أدت إليها لم تكن معروفة حتى الآن.
في الدراسة ، تم شمل 64 مشاركًا في التجربة السريرية للتعافي من مرض السكري (DiRECT) و64 من مشاركين للتحكم في العمر والجنس والوزن المطابق ولا يعانون من مرض السكري من النوع الثاني على مدى عامين لجهة حجم البنكرياس ومستويات الدهون، وعدم انتظام حدود البنكرياس باستخدام فحص خاص بالرنين المغناطيسي، كما تم تسجيل وظيفة خلايا بيتا - وهي المفتاحل قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين وإطلاقه. وتم تصنيف المستجيبين (الأشخاص في حالة التعافي) على أنهم حققوا مستوى هيموغلوبين السكري A1c (HbA1c) أقل من 6.5 بالمئة وغلوكوز دم في حالة الصوم أقل من 7.0 مليمول / لتر ، ودون استخدام أي أدوية.
في بداية الدراسة ، كان متوسط حجم البنكرياس أصغر بنسبة 20 بالمئة (64 سم³ مقابل 80 سم³) ، وكانت حدود البنكرياس غير منتظمة لدى الأشخاص المصابين بداء السكري مقارنة بالأشخاص غير المصابين بداء السكري.
بعد 5 أشهر من فقدان الوزن، لم يتغير حجم البنكرياس بغض النظر عن التعافي (63 سم³ إلى 64 سم³ للمستجيبين و 59 سم³ إلى 60 سم³ لدى غير المستجيبين). ومع ذلك ، بعد عامين ، نما البنكرياس في المتوسط بحوالي الخمس في الحجم (من 63 سم 3 إلى 76 سم 3) في المستجيبين مقارنة مع حوالي 1/12 (من 59 سم³ إلى 64 سم³) لدى أولئك الذين لم يستجيبوا.
بالإضافة إلى ذلك، فقد المستجيبون كمية كبيرة من الدهون من البنكرياس (1.6بالمئة) مقارنة مع غير المستجيبين (حوالي 0.5 بالمئة) خلال فترة الدراسة، وحققوا حدودًا طبيعية للبنكرياس.
وخلص تايلور إلى أن "مرض السكري من النوع الثاني، هو مرض بسيط يحدث عندما يكون لدى الفرد دهون داخل أجسامهم أكثر مما يستطيع تحمله. يكمن حل المشكلة الضخمة والمتنامية لمرض السكري من النوع الثاني في أيدي السياسيين، التشريع على الحد من الأطعمة عالية السعرات الحرارية أمر ضروري لتغيير بيئتنا ".
قالت الدكتورة إليزابيث روبرتسون Elizabeth Robertson، مديرة الأبحاث في مؤسسة السكري بالمملكة المتحدة ، التي مولت الدراسة: "لقد أحدثت تجربتنا التاريخية DiRECT ثورة في التفكير في مرض السكري من النوع الثاني - لم نعد نعتبره حالة تستمر مدى الحياة للجميع ، ونعلم أن التعافي ممكن لبعض الناس. ونحن مستمرون في معرفة المزيد عن التعافي من مرض السكري من النوع الثاني كل يوم. تساعد هذه النتائج الجديدة في بناء صورة أوضح عن البيولوجيا الكامنة وراء التعافي، وكيف يمكن استعادة صحة البنكرياس عن طريق خسارة الوزن.

نصائح لمرضى السكري


إذا كنت مصابًا بمرض السكري ، فمن الجيد أن تعرف أن فقدان الوزن وممارسة الرياضة يمكن أن يقلل من كمية الأدوية التي تحتاجها أو - إذا كنت محظوظًا - يمكنك التخلص منها تمامًا. في غضون ذلك ، إليك قائمة مقترحة من الإرشادات للتعايش مع مرض السكري.
• احصل على فحص عيون سنوي.
• اطلب من طبيبك فحص كليتيك كل عام.
• تتبع مستويات الكوليسترول في الدم.
• راجع طبيب أسنانك كل ستة أشهر للوقاية من أمراض اللثة.
• قم بقياس متوسط سكر الدم (A1C) كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
• راقب جلدك ، وانتبه للجروح أو الكدمات التي لا تلتئم.
• افحص قدميك كل يوم.







مقالات ذات صلة