فيديو صادم: سنجاب يعري بحروقه سلطة الفساد!

مشاركة


لبنان اليوم

سوزان أبو سعيد ضو

 يعبّر قوس الغمام "قوس قزح" والظاهر في الصورة المرفقة عن الأمل، إلا في لبنان، فقد لوثته النيران، فصباح ومساء الجمر والحرائق والنيران من أصقاع لبنان الذي يشتعل، فمن حريق ضخم في مرفأ بيروت، إلى الشمال المحاصر بين حريق هائل في القموعة والزواريب وعكار العتيقة، وكأن قوس الغمام شاهد على تنكيلنا ببيئتنا وطبيعتنا، فقد أمتدت النيران التي رافقته ومعظمها مفتعل، وبصورة سريعة بفعل الرياح، إلى مساحة كبيرة، وحاصرت حيوانات عدة، منها الزواحف والحشرات والثديات، ولعل الفيديو المروع الذي وثقه أحد ناشطي مجموعة "درب عكار"،  لأحد أكثر الحيوانات حيوية في هذه الغابة، والذي من الصعب توثيق حركاته بالصور والفيديو من سرعته، وهو أحد السناجب، والظاهر في الفيديو وهو لا يستطيع الحركة من حروق بالغة أصابته، يختصر حال هذا البلد المؤلم الذي يُحتضر ويعاني يوما بعد يوم، ويعري هذا السنجاب بحروقه هذه السلطة الفاسدة، وكما تمنى معظم الناشطون لهذا السنجاب الرحمة من الله، وربما "الموت" السريع، يتمنى معظم اللبنانيين "نفوق" هذه الزمرة الحاكمة وإلى غير رجعة.

Image may contain: 1 person, night

سلحفاة نافقة في الحريق (درب عكار)

Image may contain: outdoor

أفعى "القط" تحاول الهروب من الحريق

الموت... للبشر، والنفوق للحيوان، ولكن الحيوانات في هذا البلد فاقت البشر إنسانية ورحمة ورفقة وإخلاصا، إذ لم نعد لإخوتنا البشر إلا أرقام، ضحايا، جرحى، في المستشفيات لا إعجازا إلهيا وكتلة من المشاعر والأحلام والآمال، وفي الإحصاءات الرسمية، لدى الدولة و"أولي الأمر" الأوباش، مجرد أرقام حسابات وأعداد مودعين حلال سرقتها، لا جنى عمر، ولا عرق سنين، ولا جهد وقهر وتعب، بيننا مليون ونصف المليون انسان تحت خط الفقر، ومثلهم يتجهون نحو الفاقة، وفي الإنفجار الأخير، 300 ألف مشرد بلا منزل، 100 ألف طفل بلا سقف يظللهم في الشتاء القادم، 70 ألف طالب من 173 مدرسة رسمية وخاصة محرومون من متابعة تعليمهم في السنة الدراسية 2020-2021، أرقام إصابات ووفيات كوفيد 19 في ازدياد مضطرد وغيرها وغيرها من الأرقام، والرقم الأخير الذي وصلنا من الصليب الأحمر اللبناني، حريق القموعة: ١٠ جرحى تم نقلهم الى مستشفيات المنطقة و١١ مصابا تم اسعافهم في المكان.

ولكن... المهم الزعيم بخير!

بالإختصار نقتبس من تغريدة على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" جملة تصف حالنا، "نطالب المجتمع المدني التدخل، فالدولة مستقيلة من هموم ووجع وكوارث الناس والطبيعة".

الدولة والسلطة بمحركيها في الإرهاب السياسي والإجتماعي والطائفي والمذهبي والبيئي والإقتصادي... مشغولة، بمن سيتبوأ وزارة سيادية وثانية جوائز ترضية، ولا يبقى للمواطن الراسخ تحت همومه الحياتية وأوجاعه النفسية وحرائق الأرض والإنفجارات المشبوهة إلا أن يطلب الرحمة من السماء!

ملاحظة الفيديو في الرابط أعلاه وهنا صادم للغاية، وننصح بعدم مشاهدته!

 







مقالات ذات صلة