الباندا العملاقة المعمرة ماي تشينغ تنجب وليدها الرابع في واشنطن
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
ثمة حاجة ملحة، للحظات من الفرح في هذا العالم الملئ بالمآسي والمرض والأخبار المفجعة، وتبقى الطبيعة وكائناتها بالنسبة للكثيرين، مجالا للتنفيس عما يعانونه خلال هذه الفترة من الحجر الصحي، ومحاولة لتناسي كل ما يحصل حول العالم، بدءا من رياضة المشي وصولا إلى مراقبة وتصوير الكائنات في الطبيعة، أو لمن لا يستطيع متابعة هذه الأحداث عبر الإنترنت الذي جمع العالم بأقطابه في متناول اليد.
وأتى الحدث الذي تابعه المهتمين عبر كاميرا ضخمة بصورة مباشرة، من داخل حديقة سميثسونيان الوطنية للحيوانات the Smithsonian National Zoo في العاصمة الأميركية واشنطن، وتمثل بولادة جرو للباندا المعمرة ماي تشينغ Mei Xiang والتي تبلغ من العمر 22 عاما (وفي الطبيعة فالباندا العملاقة الأنثى واسمها العلمي Ailuropoda melanoleuca تبقى قادرة على الإنجاب حتى أوائل العشرينات) بجروها الرابع وذلك بعد خمس سنوات، والصغير بصحة جيدة إلا أنه لم يتم معرفة جنسه بعد وسيعلن عنه في وقت لاحق.
وتتابع الكاميرا ماي وشريكها تيان تيان Tian Tian، وقد أدت متابعة عملية الإنجاب عبر الإنترنت إلى توقف موقع البث، علما أنه تمت الولادة في الساعة 6:35 مساء يوم 21 آب/أغسطس 2020، وقد سارعت ماي لحضن وليدها وأظهر سلوكا نموذجيا لأمهات الباندا من خلال "الاعتناء بصغيرها واحتضانه" وفقا لمصدر من حديقة الحيوان.
ومن الجدير ذكره أن علماء الإنجاب من معهد سميثسونيان والأطباء البيطريين في حديقة الحيوان قاموا بتلقيح مي شيانغ صناعيًا في 22 آذار/مارس باستخدام السائل المنوي المجمد من تيان تيان. وكانت نسبة نجاح عملية التلقيح وما تبعها من حمل وولادة لا تتجاوز 1 بالمئة
قالت حديقة الحيوانات الوطنية إن هذه هي المرة الأولى التي تحقق فيها حديقة حيوانات في الولايات المتحدة حملًا وولادة ناجحين عن طريق التلقيح الاصطناعي باستخدام السائل المنوي المجمد فقط.
علما أنه هناك فترة زمنية صغيرة يمكن أن تحمل فيها أنثى الباندا العملاقة - فقط من 24 إلى 72 ساعة في السنة - ويمكن أن تتكاثر فقط حتى أوائل العشرينيات من عمرها.
قال ستيف مونفورت Steve Monfort ، مدير معهد حديقة الحيوان ، إن الباندا العملاقة هي رمز للحياة البرية المهددة بالانقراض بالإضافة إلى رمز للأمل وأن الفريق مسرور بـ "تقديم لحظة من الفرح الخالص للعالم نحن في أمس الحاجة إليها".
هذا هو رابع وليد يبقى على قيد الحياة بعد Tai Shan في العام 2005 وهو ذكر، والأنثى Bao Bao في العام 2013 والذكر Bei Bei في العام 2015، وقد تم نقلها جميعًا إلى الصين كجزء من اتفاقية التربية التعاونية لحديقة الحيوان مع جمعية الحفاظ على الحياة البرية الصينية، والتي بموجب هذه الاتفاقية الأميركية الصينية، تدفع حديقة الحيوانات الوطنية في واشنطن 500 ألف دولار سنويا لتمويل جهود الحفاظ على حيوانات الباندا في الصين.
وعلى الرغم من إعادة فتح حديقة الحيوانات بساعات محدودة ودخولها بسبب Covid-19 ، إلا أن المسيج الخاص بالباندا والذي يماثل بيئتها الطبيعية مغلق لتوفير الهدوء لمي شيانغ ووليدها.
ولم يتبقى من فصيلة الباندا العملاقة التي تعيش في موطنها الطبيعي في الصين، إلا حوالي ألفي حيوان، بينما يعيش حوالى 600 باندا من الفصيلة عينها في حدائق الحيوانات ومراكز التكاثر حول العالم، بحسب حديقة سميثسونيان.