ما هو الحرنكش؟
سوزان أبو سعيد ضو
غنى الطبيعة سواء بالنباتات أو الحيوانات وأنواعها المختلفة تدعونا للتأمل والتبصر، ونحاول كل يوم اكتشاف هذا الغنى، لنصل إلى حد الإنبهار بما نجده، وفي هذا المجال، اكتشفنا نبتة تسمى "الحرنكش" وهي من العائلة التي تنتمي إليها الطماطم أو البندورة والبطاطا والباذنجان، وذلك بعد مراسلتنا من قبل نشطاء من لبنان يهتمون بالزراعة، وقد بدأوا بالفعل بزراعة هذه النبتة، وقاموا بإرسال بعض الصور لنبتات منها، ومع اتجاه اللبناني للزراعة، خصوصا وأن هذه النبتة يمكن زراعتها في لبنان، ويلائمها مناخ بلادنا، فمن الممكن استخدامها كغذاء كونها وعلى الرغم من صغر حجمها مركزة بالمواد المفيدة مثل الفيتامينات والمواد المانعة للتأكسد.
تسمى هذه النبتة بـ "الحرنكش" باللغة العربية، يقابل هذا الإسم بالإنجليزية Goldenberries أو Gooseberries، كما ويطلق عليها "توت الإنكا" Inca berry ويستدل على منشأها من اسمها العلمي Physalis peruviana ، أي أنها من دولة البيرو موطن شعب الإنكا في أميركا الجنوبية، حيث شكلت هذه الثمرة جزءا من وجباتهم ولا زالت تساهم هذه الثمار بجزء هام من صادرات البلاد، كما وتستهلك محليا بكثرة.
وهذه الثمار لونها برتقالي وقد تكون مائلة إلى اللون الأحمر، حجمها بحجم حبة البندورة الكرزية، إلا أن مذاقها بين الأناناس والكرز والليمون والفريز أو الفراولة، خصوصا إذا كانت ناضجة، ويمكن استخدامها في الحلويات وسلطات الفاكهة أو السلطات العادية، أو كإضافة للعصائر المختلفة.
وتستعمل هذه الثمار في الطب الشعبي لعلاج "الصفيرة"، كما أنها مدرة للبول بدرجة قليلة لذا تساهم في تخفيض الضغط، إلا أن أهميتها ما تحتويه من مغذيات ومن مواد مانعة للتأكسد.
القيمة الغذائية
يحتوي كوب من هذه الثمار الصغيرة أي ما يقدر بـ 140 غرام، على 74 سعرا حراريا، أي أنه يساعد في الحميات "الرجيم" الخاص لتخفيف الوزن، 15.6 غرام من الكربوهيدرات "النشويات"، 6 غرامات من الألياف، 2.7 غرام من البروتين، غرام من الدهون، 21 بالمئة من الكمية الغذائية الموصى بها أو Recommended Dietary Allowance RDA للنساء و17 بالمئة للرجال ميليغرام من فيتامين C، 14 بالمئة للنساء و13 بالمئة للرجال RDA من الثيامين أو vitamin B1، 5 بالمئة RDA من الرايبوفلافين أو vitamin B2، 28 بالمئة للنساء و 25 بالمئة للرجال من النياسين أو vitamin B3، 7 بالمئة للنساء و6 بالمئة RDA من فيتامين A، 8 بالمئة للنساء و18 بالمئة RDA من الحديد للرجال و8 بالمئة RDA من الفسفور.
كما يحتوي الحرنكش على البوليفينولات وهي مواد مانعة للتأكسد وتعطي الثمار لونها المميز، كما تحميها من الأمراض والتهديدات البيئية، ولها خواص علاجية هامة بسبب خواصها المضادة للأكسدة وخصوصا للأمراض المزمنة والتي تهدد الحياة.
ويحتوي الحرنكش على الكاروتينويدات وهي مشتقات لفيتامين A، تساعد في حماية النظر وتلف الخلايا، كما أن ثمة دراسات حديثة تؤكد دورها في حماية القلب والشرايين.
فوائد هذه الثمار من الناحية الصحية
أولا: غنية بمضادات الأكسدة
تستمد أهم فوائد هذه الفاكهة الذهبية من محتواها العالي بمضادات الأكسدة، ومنها البوليفولينات وغيرها من مركبات نباتية تحمي وتصلح الضرر الناتج عن الجذور الحرة، وهي جزيئات مرتبطة بالشيخوخة والأمراض، مثل السرطان، هذه المركبات تجعل من هذه الثمرة مكمل غذائي مثالي للوقاية من بعض الأمراض المزمنة ، بما في ذلك أنواع مختلفة من السرطانات.
وتعمل مضادات الأكسدة ، مثل الكاروتينات ومركبات البوليفينول الموجودة في الحرنكش ، على تحييد ومعادلة الجذور الحرة. وهي المنتجات الثانوية الضارة لعملية التمثيل الغذائي الخليوي (الأيض) Metabolism التي تتسبب في تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية.
وقد أظهر بحث إضافي أن البوليفينولات يمكن أن تساهم بوقف انتشار أنواع مختلفة من السرطان.
ثانيا: خيار صحي للحميات وكمقبلات خفيفة بين الوجبات
تعتبر الحرنكش إحدى الخيارات الصحية المثلى لتناولها بين الوجبات الرئيسية، بسبب غناها بالمواد المغذية من المعادن والفيتامينات وقلة السعرات الحرارية فيها (74 سعرة حرارية للحصة الواحدة)، ، ولمن يتبعون حمية ما، تساعد على الشعور بالشبع بشكل أسرع ولفترة أطول، ما يساهم في خسارة الوزن الزائد.
ثالثا: تساعد في إصلاح وترميم الشيفرة الوراثية
لقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية المختلفة أن الحرنكش تحتوي على مجموعة فيتامين ب، والتي تعمل على إصلاح الضرر وترميم الشيفرة الوراثية DNA وحمايتها.
رابعا: مرضى السكري
كون هذه الفاكهة خالية من الصوديوم والكوليسترول، فضلا عن انخفاض مؤشرها الغلايسيمي Glycemic Index، فهي تعتبر خيارًا ملائما لمرضى السكري.
حيث يساهم تناولها في التحكم والسيطرة على مستويات السكر في الدم وبالتالي أعراض المرض، كما أنها ترضي المذاق السكري الذي يرغب به مريض السكري دون التسبب بارتفاع السكر في الدم.
خامسا: حماية وتعزيز الجهاز المناعي
تحتوي فاكهة الحرنكش تحتوي على كمية لا بأس بها من فيتامين C، لذا فهي تلعب دورًا إذًا في تعزيز صحة الجهاز المناعي، إذ يساهم تناول هذه الفاكهة في الحماية من الإصابة بالعدوى من جراثيم مختلفة، كما في اختصار فترة الإصابة بالمرض.
سادسا علاج البرد والإنفلونزا
استخدمت هذه الفاكهة في الطب التقليدي منذ القدم كوسيلة لعلاج الإصابة بالإنفلونزا والبرد والتخفيف من الأعراض المصاحبة لما تحتويه من فيتامينات ومعادن مختلفة.
سابعا: الحفاظ على صحة العينين
يعتبر احتواء الفاكهة على الكاروتينويدات المهمة لصحة العينين والتي تتحول إلى الفيتامين A، ما يجعل لها دورًا هاما في حماية العينين وتعزيز صحتهما.
ثامنا: فوائد مضادة للالتهابات
أحد التأثيرات الأخرى لمضادات الأكسدة هو تقليل الالتهابات، ففي حالات الإصابة بالتهاب المفاصل أو النقرس أو آلام العضلات أو الألم المزمن أو حتى البواسير، فإن المركبات المضادة للالتهابات تهدئ هذه الحالات وتزيد من نوعية الحياة وجودتها.
في إحدى الدراسات ، قلل مستخلص من الغلاف الجاف لهذه الفاكهة من إصابة الفئران بمرض التهاب الأمعاء.
كما ويعد التهاب الشرايين والأوعية الدموية أمرًا خطيرًا للغاية بالنسبة لنظام القلب والأوعية الدموية، وتساهم هذه الفاكهة في تحسين صحة القلب عن طريق الحد من الإجهاد ومنع تطور تصلب الشرايين وأمراض القلب التاجية، كما ويساهم بالسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، بخفضه والتقليل من عوارضه.
فوائد صحية أخرى
من الفوائد الصحية الأخرى لفاكهة الحرنكش أيضًا، الحفاظ على صحة الجهاز العصبي، إبطاء عملية انتشار الخلايا السرطانية في الجسم، خفض خطر الإصابة بالالتهابات المختلفة، وفوائد صحية عدة أخرى.
تحذيرات من تناول الحرنكش
يجب التوقف عن تناول هذه الفاكهة إن أصبت برد فعل تحسسي لها، كما تأكد من تناولك للحرنكش الناضج، حيث أن تناول الفاكهة غير الناضجة من شأنه أن يكون سامًا لاحتوائها على مادة "السولانين" Solanineالسامة، والأفضل استشارة الطبيب قبل تناول الحرنكش لدى المرأة الحامل أو المرضع.