"الدولرة"... والسيدة دوروثي!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

تعود جذور عائلة السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا إلى بلدة صوفر في قضاء عاليه، كما يشي اسم عائلتها "شيا"، وهي بالتأكيد لا تعلم شيئا عن جذورها، وفي النهاية هي ممثلة لدولة عظمى تربطها بلبنان علاقات دبلوماسية، أي أنها تمثل مصالح دولتها، كما هو الحال مع أي سفير آخر، ولا أحد ينكر أن السفيرة شيا اندفعت كثيرا في تصريحاتها الأخيرة، وبدا تدخلها سافرا في شؤوننا المحلية، والأمر لا يقصر على شيا فحسب، فثمة سفراء يحشرون الأنف في شؤوننا الداخلية سرا أو علانية، فالدولة الضعيفة المفككة هي تماما كـ "الرزق السائب يعلم الناس الحرام".

لكن من جهة ثانية، لا يمكن مقاربة أي شأن داخلي بطريقة "أكروباتية" ولبنان ليس "سيرك جوال"، إلا إذا سلمنا جدلا أن حضور الدولة شكلي، وهذا ما هو واضح، فتمادي السفيرة الأميركية كان يفترض من وزير الخارجية استدعاءها ووضع النقاط على الحروف أمامها وإفهامها أن هذا التمادي مرفوض، وكم كان هذا الموقف ضروريا للتأكيد على مرجعية الدولة، أما ما شهدناه يوم أمس، وما تزال ارتداداته مستمرة اليوم بدا معه لبنان دولة مستباحة، عاجزة، علما أن الموقف من شيا لا بد وأن يقابله موقف من أي سفير عربي أو أجنبي فيما لو حشر أنفه في شؤوننا الداخلية.

وسط هذه الأجواء المشحونة لليوم الثاني تواليا، لا بد من أن تهدأ النفوس قليلا، لأننا نشهد شارعين متقابلين، أخذا في الاعتبار أن نظامنا الاقتصادي والمالي قائم على الدولرة، ولبنان بحاجة إلى سياسة رشيدة تنشله من محنته، أي بعيدا من انفعال لن يزيد الأمور إلا تفاقما، وساعة نصل إلى بر الأمان سياسيا واقتصاديا وماليا، وإذا ما اتفق اللبنانيون جميعا، يمكن عندها طرد ممثلي السفارة الأميركية وقطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.

أما الآن فلا نحتمل دعسات ناقصة!

 

 







مقالات ذات صلة