هلا بالخميس... في دارة الرئيس!

مشاركة


لبنان اليوم

*بسام سامي ضو

لا شك في أنّ للعامل البيولوجي دوره في تحديد ردّ فعل الإنسان كلما تراكمت سنونه، والتحكم بمستوى حدّته، فيجعله بارداً ومتأخراً وغير ذي أثر في العادة، وهذه الحالة لا تعني الحكمة بالضرورة، والتي تستدعي التبصر في عمق أيّ معضلة وأسبابها وتداعياتها، واستنباط حلّ ناجع لها يقوم على الاقتناع به والقدرة على إقناع الآخرين به، وتقديم الذات نموذجاً وقدوةً في الشجاعة بالإقدام على تنازلاتٍ ترضي هؤلاء وتجعلهم يرضون بدورهم باتخاذ خطوةٍ مماثلة.

كلنا نذكر أنّ دعوة فخامة الرئيس إلى استشاراتٍ نيابية ملزمة إثر استقالة رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري استغرقت أسبوعين، فيما كانت الظروف التي دفعت إلى الاستقالة تستلزم إجراء مثل هذه الاستشارات في اليوم التالي لها.

وكلنا نذكر أنّ فخامة الرئيس انتظر أكثر من أسبوع قبل أن تصله أصوات اللبنانيين، ولا سيما منهم الشباب، تهدر منتفضةً على واقعٍ لا ينفع معه الاكتفاء بتحميل السابقين كامل المسؤولية عنه والجلد اليومي للعهود والحكومات والسياسات السابقة، بل تستلزم الحكمة والشجاعة و"القوة" المباشرة بمحاسبة أحدهم، بالاسم والمنصب والارتكابات والمستندات، والأقربون أولى بالمحاسبة، فنشرع بذلك الأبواب لمحاسبة الآخرين والحدّ من الأصوات المعترضة أو التي قد تحتمي بمقولة "الاستهداف الطائفي"، ونُقنع أبناء "الشعب اللبناني العظيم" أنّ الراعي الصالح يعرف ويفهم ويرفض ما عانوه ولا يزالون من أوضاعٍ مذلّةٍ لهم ومهينةٍ لصورة لبنان الموقع والدور والرسالة، بدل دعوتهم إلى زيارة "قصر الشعب" ورمي الكرة في ملعب المنتفضين الموجوعين، إذ لم يلبّوا الدعوة حتى تاريخه، وبالتالي يتحمّلون هم المسؤولية عن تردّي الأوضاع!

من الأسباب الموجبة للدعوة إلى "اللقاء الوطني" في بعبدا اليوم "التطورات الأمنية التي لامست الخط الأحمر، أي الفتنة" كما ورد في نص الدعوة، والمقصود ما شهدته بيروت من صداماتٍ أخذت طابعاً مذهبياً في وسط العاصمة، وكادت توقظ أشباح خطوط التماس بين الشياح وعين الرمانة، لكنّ واقعة "٦ و ٦ مكرّر" هذه جرت في السادس من الشهر الجاري، أي إنّ "القرار الحاسم" للتصدي لفتنةٍ كادت تشعل لبنان أتى بعد عشرين يوماً بالتمام والكمال، بدل إعلان حال طوارئ أمنية فورية وتوقيف المرتكبين المعروفين بالصوت والصورة، لإحراج المحرضين المكشوفي النوايا. إنها الحكمة والشجاعة مجدداً!

لعل الدعوة إذاً هي لشكر "حكومة التحديات" على تحقيقها رقماً قياسياً عالمياً بإنجازها أكثر من 100 بالمئة من برنامج "المئة يوم"، ونجاحها في حلّ كل الأزمات!

إنه يومٌ تاريخيّ، يضاف إلى ذاك الذي دخلنا فيه "نادي الدول النفطية"!

زوار دارة الرئيس - وغالبيتهم العظمى من أهل البيت - قد يُصدرون اليوم بياناً يُجمعون فيه على "ضرورة تضامن الجميع لمواجهة التحديات التي تتهدّد لبنان واللبنانيين"... وقد يُتوّج اللقاء بتشكيل لجنةٍ للسهر على تنفيذ بنوده، لا بأس من أن تحمل اسم "لجنة هلا بالخميس".

*كاتب وصحافي لبناني مقيم في دبي







مقالات ذات صلة