لقاء بعبدا...تكريس الإنقسام بدلا من تجاوزه!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضـو

لا نشك بالمقاصد النبيلة بدعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى لقاء بعبدا غدا، لكن ثمة عطبا يطاول مجمل العمل السياسي في لبنان، فالدولة تنهار بأسرع من أن يوقف انهيارها لقاء أو حوار، وثمة مجهول ينتظر الجميع، وتاليا، ليس ثمة من هو في منأى عن تداعيات اللحظة والانهيار الكبير، وقد بلغنا أعتابه، بعد أن قفز الدولار إلى ستة آلاف ليرة ولا من يحد من اندفاعه صعودا فيما حبل الاقتصاد على جرار الفساد بسائر تجلياته وأشكاله.

عادة، يفرض الحوار نفسه لقناعة جميع القوى السياسية بأن المطلوب فسحة من النقاش، أما في حالنا اليوم، فكل المساعي استنفدت، وسط استنفار فريقي الأزمة وتمسكهما بمواقفهما حتى خراب البلد، ومن هنا، وفي مـا شهدنا من تطورات أخيرة، جاءت الدعوة للتحاور لتكرس الإنقسام بدلا من تجاوزه، وهذا يعني أن المشكلة في مكان آخر، فالدولة معطوبة بالسياسة القائمة على التحاصص وبمحاولة كل فريق جذبها لناحيته، فإذا بها تناثرت قطعا لا من يلأمها ويعيد تكوينها وفق رؤى صحيحة وواقعية.

وبين التوجه شرقا والتوجه غربا خسر لبنان، لا بل وفقد منعته، وصار كما أوراق الخريف تذروها الريح في أي اتجاه، وثمة من يعتقد أن لبنان يُـحكم بالقوة، بغلبة فريق على آخر، بفرض أجندته الخاصة على حساب سائر مكونات الدولة، بطوائفها ومذاهبها وقواها السياسية، ولبنان القوي لا يمكن تثبيت قوته إلا بالتوافق، أما الإقصاء والتفرد فيبقيه عرضة لأزمات وكوارث، ولذا لن يقدم لقاء بعبدا غدا أية إضافة يمكن أن تردم الهوة بين اللبنانيين، لا بل سيكرس الإنقسام دون آفاق واضحة، وحده المجهول يسير بلبنان نحو مهاوي الفتن!

 

 

 

 







مقالات ذات صلة