موعدكم مع كسوف نادر للشمس يوم الأحد!
سوزان أبو سعيد ضو
سوف تظهر واحدة من أكثر المشاهد السماوية المذهلة من الأرض، وتزامنا مع الإنقلاب الصيفي صبيحة يوم 21 حزيران /يونيو الجاري، وذلك عندما يحجب القمر جزئيًا رؤيتنا للشمس، مما يسمح لحلقة من شمس مجموعتنا الشمسية بالهروب من حوافه أو ما يسمى"حلقة النار"، وهي حلقة خارقة من الضوء، أو كسوف حلقي للشمس annular solar eclipse، ومن المتوقع أن يشاهد في كثير من الدول في نصف الكرة الشرقية من العالم، ومنها الدول العربية.
وهذا الكسوف الذي من المتوقع حصوله في هو الثاني على التوالي بعد الكسوف الحلقي الذي شهدته معظم هذه البلدان يوم 26 كانون الأول/ديسمبر 2019.
وقال أليكس يونغ ، المدير المساعد للعلوم في قسم علوم الفيزياء الشمسية في وكالة "ناسا" NASA من مركز غودارد لرحلات الفضاء: "إن الكسوف الحلقي يشبه الكسوف الكلي في أن القمر والأرض والشمس يسيران بصورة متوازية بحيث يتحرك القمر مباشرة أمام الشمس كما سوف يُرى من الأرض".
وأضاف: "لكن لن يكون كسوفًا كليًا، أي أن القمر لن يسد قرص الشمس المرئي تمامًا لأن القمر يكون في أبعد نقطة له (ما يسمى الأوج)، وبالتالي يكون حجمه الظاهري في السماء أصغر قليلاً من الشمس. وهذا يعني أنه يمكن رؤية حلقة annulus صغيرة من الحلقة الشمسية حول القمر ".
وأشار يونغ إلى أن: "كسوف الشمس يحدث قبل أسبوعين من حدوث خسوف القمر أو بعده. كان هناك خسوف للقمر في 5 حزيران/يونيو ويحدث الخسوف التالي في 5 تموز/يوليو"، هذا ويحدث الخسوف عندما يكون القمر في مرحلة البدر.
في نهاية هذا الأسبوع ، ستظهر "حلقة نار" كاملة من وسط إفريقيا وعبر آسيا ، بدءًا من الساعة 0345 بالتوقيت العالمي (6:45 AM بتوقيت بيروت)، وستشهد العديد من المواقع الأخرى، من جنوب شرق أوروبا إلى الأطراف الشمالية لأستراليا، كسوفًا حلقيًا جزئيًا، هذا ولن يتمكن كثيرون من الشغوفين بالظواهر الفلكية من متابعة هذه الظاهرة بسبب الحظر المفروض بسبب جائحة "كوفيد 19"، كون السفر محظور بين البلدان.
وسيحجب القمر 99.4 بالمئة من الشمس في ذروة الكسوف الشمسي، ومن الممكن متابعته في البلدان التي يظهر فيها على الرابط هنا.
وقد شهدت المنطقة كسوفان متتاليان من النوع نفسه وفي المنطقة ذاتها تقريبا في أقل من ستة شهور، ويُعد هذا أمرا نادرا لم تشهده المنطقة منذ أكثر من 20 عاما.
حدث نادر... إنما خطير!
وهذه الظاهرة جميلة للغاية، إلا أنها خطيرة على العين البشرية المجردة التي تنظر إليها من دون وسائط وقاية كالنظارات الكسوفية وفلاتر الترشيح المخفضة للضوء.
المشترك في جميع مراحل الكسوف هو وجوب استخدام مرشحات ضوئية لأن النظر إلى الشمس المشرقة في فصل الصيف ليس ممكنا بالعين المجردة بسبب قلة عدد الغيوم.
وينصح باستخدام النظارات المخصصة للكسوف، غير أن عدم توفرها لا يعني أن تضيع الفرصة أمامك، فيمكنك استخدام وسائل بصرية أخرى تخفض من أشعة الشمس، والمعيار في ذلك أن يظهر قرص الشمس بلا أشعة محاطا بظلام في هذا المرشح
وسوف يعبر الكسوف الحلقي جنوب صنعاء بعد أن يكون قد مر عبر أفريقيا، تليها مدينة مسقط، وبعدها سيصل إلى شبه القارة الهندية مرورا بباكستان ثم الصين حيث ذروة الكسوف.
ومن المتوقع أن تتراوح نسبة الكسوف في الوطن العربي بين كسوف حلقي يغطي 98.4 بالمئة من قرص الشمس في مسقط، وكسوف جزئي يرى في أبعد عاصمة عربية شمالا وهي لبنان بنسبة 31.2 بالمئة، وبين هذا وذاك سترى المدن العربية كسوفا بنسب مختلفة.
ويبدأ الكسوف الجزئي في مدينة الدوحة في قطر على سبيل المثال في تمام الساعة 7:12 ويبلغ ذروته في تمام الساعة 8:30 لينتهي كليا في تمام الساعة 10:02 بتوقيت مكة المكرمة. وبذلك يمتد هذا الكسوف لحوالي ساعتين و50 دقيقة.