أنور عقل ضـو

أهمية البيان الذي أصدره اليوم وزير البيئة دميانوس قطار لمناسبة "يوم البيئة العالمي" تكمن في مسألة مهمة جدا، وتكاد تكون وحيدة ويتيمة و"مقطوعة من شجرة"، فالبيان أعاد تذكيرنا بأن ثمة وزارة بيئة في حكومة التكنوقراط المطعمة بسياسيين "متلهفين" للخدمة، علما أننا كنا نتمنى ألا يكون الوزير قطار في رحاب حكومة اللون الواحد، وألا يحسب على منظومة السلطة بكافة إشكالياتها والتباساتها وتوازناتها المعطوفة على زبائنية مقيتة، ودائما من التحاصص إلى التحاصص ومن التعطيل إلى التعطيل.

ولأن "العتب على قدر المحبة"، نتمنى على قطار أن يقارب بجرأة ملفات الفساد التي أودت ببيئة لبنان وصحة اللبنانيين، لكن نعلم أن العمل من ضمن المنظومة المتحكمة بمصائر اللبنانيين وهي مصدر آلامهم لا يمكن أن يؤتي ثمارا، والشجرة اليابسة لا تزهر ولا تطرح ثمارا، والأرض البوار عصية على الإنبات، أي أننا محرومون من أخضر الإنجازات وحلاوة المواسم.

بالنسبة للبيان لم يقدم إضافة باستثناء التعب الإنشائي في صياغته، وهو متاح على وسائل الإعلام، ولكن ما يثير فينا الأسئلة أن الوزير قطار يدرك مسبقا أنه مكبل وسط توازنات سياسية معروفة، فضلا عن أن حضوره "يخيف" هواة السياسة والطامحين لمناصب أعلى، ولأن "العتب على قدر المحبة" أيضا، ولأن في رصيد قطار لدى اللبنانيين الكثير الكثير، كنا نتمنى ألا يكون وزير البيئة شاهدا على اضمحلال السياسة وتفاهة بعض العاملين فيها.

ومؤسف فعلا أن يتذكر قطار البيئة في يومها العالمي!