مدغشقر تتحدى منظمة الصحة العالمية...مشروب الشيح Artemisia لعلاج كورونا
"إليسار نيوز" Elissar News
على الرغم من تحذيرات من منظمة الصحة العالمية، تستمر دولة مدغشقر في تحديها بما تعتبره "علاجا" لفيروس "كورونا" Corona المستجد المتسبب بجائحة COVID_19 أو (COVID- 19)، وقد تم تطويره ويعتمد على أحد أنواع نبات "الشيح الحولي" Artemisia annua ، وأشاد رئيس مدغشقر أندريه راجولينا Andry Rajoelina بفوائد هذا العلاج الذي أطلق عليه "كوفيد أورغانيكس" COVID Organics، واختصارا CVO ، وأطلق المشروب "العجائبي" في مؤتمر صحفي الشهر الماضي وعرضه على دول عدة، وقد تقدمت دول أفريقية عدة بالفعل بطلبات لشرائه.
وقد حذرت منظمة الصحة العالمية من استعمال هذا العلاج العشبي، كون هذا العلاج ،الذي يعتمد على نبتة الشيح الحولي والمركب النشط artemisinin ذات الخصائص المضادة لمرض الملاريا، وبأنه لم يخضع لأي اختبارات علمية معترف بها دوليا.
وقد أشارت البحوث المنشورة فى دورية البحوث المضادة للفيروسات Antiviral Research journal إلى أنه يمكن استكشاف اربعة مستخلصات عشبية ، بما فى ذلك الارتميسيا (الشيح)، لاستخدامها فى العقاقير لعلاج السارس، ومع ذلك ، يبدو أساس مزاعم راجولينا غير واضحة، وأشار راجولينا أيضًا إلى استخدام الأرتميسيا كعلاج ضد تفشي الفيروس التاجي السابق، وفي هذا المجال قال راجولينا: "في عام 2003، عندما انتشر وباء السارس CoV-1 ، وكان هذا النوع من الفيروسات التاجية في ذلك الوقت ، كان بإمكاننا في الواقع شفاء معظم المرضى من خلال خلاصة الارتيميسيا".
بالمقابل، ظهر راجولينا وهو يحتسي جرعة من "الشراب المعجزة" الذي يقدم في زجاجات بلاستيكية معاد تدويرها، مملوءة بسائل أصفر اللون، وقال أن هذا الشراب ساهم بتعافي مريضين بالفعل، واستمرت منظمة الصحة العالمية بالتحذير، من أنها تحتاج لإجراء اختبار للتأكد من فعالية العلاج وآثاره الجانبية.
الشيح
يعتبر الشيح من الأعشاب الطبيعية ولدى هذه المجموعة من النباتات بين 200 و400 نوعا وهس تمتاز بخصائصها العلاجية واسعة المجال، ومن أبرز فوائد الشيح، أن هناك أنواع منها تستعمل في الحدائق لطرد الحشرات، ولتخفيف الآلام والالتهابات، وعلى رأسها التهاب المفاصل، ول علاج عدوى الطفيليات، يساهم بالوقاية من أمراض كالسرطان وألزهايمر وأمراض القلب، لاحتوائه على نسبة وفيرة من مضادات الأكسدة، التخفيف من حدة أعراض بعض أمراض المناعة مثل مرض كرون الذي يصيب الجهاز الهضمي، أما الكميات الموصى بها فلا وجود لدراسات، إلا أنه يجب عدم الإفراط بتناوله، لاحتوائه على مركبات قد يكون لها تأثيرات سامة، كما أنه ممنوع استعماله لدى الحوامل، لأنه قد يتسبب بالإجهاض، ولدى المرضعات وحديثي الولادة، ومرضى الصرع، ومن يتناول مسيل للدم كونه قد يؤدي إلى خطر النزيف،و مرضى الكلى، إذ تزداد لديهم فرص الإصابة بالفشل الكلوي إذا تناولوا هذا النبات، كذلك من لديه حساسية على نبات الشيح.
العلاجات التقليدية
بالعودة إلى مدغشقر ، قوبلت الضجة الدولية حول استعمال الشيح بالحيرة. وتقول المديرة التنفيذية لمنظمة Fanamby غير الحكومية المحلية المعنية بالمحافظة على الأنواع، تيانا أندريامانانا Tiana Andriamanana، إن استخدام العلاجات التقليدية هناك متأصل بعمق لدرجة أن معظم الملغاش Malagasies، كما يسمون أنفسهم ، سيتجهون على الأرجح إلى علاج عشبي لعلاج الصداع أو وجع المعدة كما يفعلون مع منتج دوائي غربي، فيما لا يقدرون على شراء الدواء الصيدلاني، وغالبًا ما يأخذها عمل أندريامانانا إلى المناطق الفقيرة والريفية حيث يصعب العثور على المستشفيات والصيدليات، والطب التقليدي غالبًا ما يكون في المتناول. وتقول: "في كثير من الأحيان لا يوجد خيار حقيقي"، وأضافت: "الطب التقليدي هو الطريقة التي نسير بها"، كما أن الملغاشية ليست وحدها في اعتمادها على الطب التقليدي: وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، فإن 87 بالمئة من السكان الأفارقة يستخدمونه.
دول أفريقية أخرى
وحصلت بالفعل كل من تنزانيا، وغينيا الاستوائية، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو، وجمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا وغينيا بيساو على آلاف الجرعات المجانية من العقار العضوي لكوفيد-19، كما طلبت دولة هايتي هذا العلاج.
وقد طور معهد مدغشقر للبحوث التطبيقية هذا الدواء، ولم يتم اختباره على نطاق واسع، لكن راجولينا قال خلال إطلاق هذا المنتج بشكل رسمي إن "هذا الشاي العشبي يعطي نتائج في سبعة أيام".
وأضاف بعد حصوله على جرعة منه:"يمكننا تغيير تاريخ العالم بأسره، لقد تعافى شخصان حتى الآن بعد حصولهما على هذا العلاج"، معتبرا أن هذا العلاج سيغير التاريخ، وأضاف: "لو لم تكن مدغشقر هي التي اكتشفت هذا العلاج ولو كانت دولة أوروبية هي التي اكتشفته، فهل سيكون هناك هذا الكم من الشك؟ لا أعتقد ذلك"، وقد نصح الجميع بتناوله وحتى طلاب المدارس للحصول على المناعة ضد الجائحة.
تخفيف القيود
وتزامن إطلاق "العلاج التقليدي العجائبي" مع رفع تدابير الحجر تدريجيا، وقال الرئيس إن إجراءات الإغلاق خففت لأنه تم العثور على "علاج ضد فيروس كورونا".
ويعيش معظم سكان مدغشقر (26 مليون نسمة) في فقر مدقع، مع نفاذ محدود إلى الرعاية الصحية، وهم يشربون هذا الشاي العشبي بانتظام لمعالجة مجموعة من الأمراض الشائعة.
ونشرت مدغشقر الجيش الشهر الماضي، للمساعدة في فرض تدابير الإغلاق في مدنها الرئيسية الثلاث للحد من انتشار كوفيد-19.
ويتأكد الجنود -الذين يقيمون حواجز على الطرق وينظمون دوريات في الشوارع- من حصول جميع السكان على أكياس من هذا الشاي، ويقدمون لهم تعليمات استخدامه.
وحاليا، فإن هناك 586 إصابة بفيروس كورونا في مدغشقر وقد سجلت 44 حالة جديدة اليوم، وعدد حالات الشفاء 147، وبلغ عدد الوفيات حالتين، وسجلت أول ثلاث حالات بتاريخ 21 آذار/مارس.