كوبا تسيطر على الفيروس "الفتاك"... وتحاول إنقاذ العالم!

مشاركة


عربي ودولي

 

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

تمكنت دولة كوبا، وأكبر جزر الكاريبي، من أن تسيطر على فيروس "كورونا" Corona المستجد المتسبب بجائحة COVID_19 أو (COVID- 19)، وذلك بعد أن انخفض عدد الوفيات إلى 2 من أصل 200 حالة نشطة خلال الأيام التسعة الأخيرة، وفقا للسلطات الصحية في البلاد.

وأشارت السلطات إن استخدام دواءين أنتجتهما صناعة التكنولوجيا الحيوية في البلاد، تقوم بتقليل الالتهاب المفرط ويبدو أنهما يساعدان في تهدئة رد الفعل الخطير لجهاز المناعة، أو ما يسمى بـ "عاصفة السيتوكين" cytokine storm، والذي يهاجم الأنسجة السليمة وكذلك الفيروس الغازي، لدى المرضى المصابين بـ COVID-19، خصوصا أولئك الذين يعانون من مضاعفات خطيرة قد حد بشكل كبير من عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا.

وأحد هذين العلاجين هو إيتوليزوماب itolizumab، وهو جسم مضاد "أحادي النسيلة" monoclonal antibody، أي يستهدف خلايا معينة، وهو ينتج في كوبا وأماكن أخرى، والثاني هو نوع من الببتيد peptide (مجموعة من الأحماض الأمينية، وهو أقصر من البروتين)، والذي تقول كوبا إن صناعة التكنولوجيا الحيوية لديها اكتشفته ولا تزال تجري اختبارات عليه لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي rheumatoid arthritis، وهو في المرحلة الثانية من التجارب السريرية.

ويلقى حوالي 80 بالمئة من المرضى الذين ينتهي بهم الحال إلى وضع حرج بعد إصابتهم بالفيروس. وقال رئيس كوبا ميغيل دياز-كانيل Miguel Diaz-Canelيوم الخميس في اجتماع عُرض على التلفزيون الحكومي في كوبا، باستخدام هذه الأدوية ، يتم إنقاذ 80 بالمئة من الذين ينتهي بهم الحال في حالة حرجة أو خطيرة.

يحذر العلماء من أن هناك حاجة إلى دراسات كبيرة مضبوطة بالغفل لتقييم سلامة وفعالية هذه الأدوية لعلاج COVID-19.

لكن العلاجات التجريبية في كوبا ساعدتها على تحقيق معدل وفيات COVID-19 كلي بنسبة 4.2 بالمئة، بالمقارنة مع المتوسطين الإقليمي والعالمي البالغ 5.9 و 6.6 بالمئة على التوالي ، حسبما تقول السلطات الصحية.

تعتمد معدلات الوفيات على العديد من المتغيرات، بما في ذلك معدل الاختبار، ونوعية أنظمة الرعاية الصحية، والعمر والظروف الصحية الأساسية للسكان.

وتشير البيانات الرسمية إلى أن كوبا، بفضل نظام الرعاية الصحية الشامل ونظام رعاية العاملين الجيدة ، عملت بشكل جيد في احتواء تفشي المرض. وقد سجلت أقل من 20 حالة في اليوم خلال الأسبوع الماضي، وانخفض العدد من ذروة 50 إلى 60 في منتصف نيسان/أبريل. وإجمالاً، أبلغت كوبا عن 1.916 حالة إصابة بين 11 مليوناً و 81 حالة وفاة.

وقد أرسلت كوبا حوالي ألفي طبيب وممرض إلى 23 دولة حول العالم  منذ بداية الأزمة، ، وقد وصلوا حتى إلى أوروبا، وبالتحديد مقاطعة لومباردي في ايطاليا وهم ينضمون إلى دفعات سابقة وقبل جائحة COVID-19 بلغ عددهم 28 ألف من القطاع الصحي الكوبي في 59 دولة.

ولا يوجد أي بلد آخر أرسل أعدادا كبيرة من الأطباء إلى الخارج خلال الوباء، وقد وصف المفكر نعوم تشومسكي الشهر الماضي الجزيرة بأنها الدولة الوحيدة التي أظهرت "الأممية الحقيقية" خلال الأزمة، ودعت منظمة كود بينك CODEPINK المناهضة للحروب، والتي تقودها النساء لمنح فرق الاستجابة الطبية الطارئة في الجزيرة جائزة نوبل للسلام. لكن بالمقابل هذه الألوية الطبية لم تلق سوى القليل من الاهتمام الإعلامي في الغرب وخصوصا الولايات المتحدة، وعندما يتم التعليق عليها، عادة ما تكون التغطية سلبية.

بتصرف عن: Reuters، The Nation ووكالات.

الصورة الرئيسية: The Nation







مقالات ذات صلة