هل ينتظر اللبنانيون "أعجوبةً" من قصر بعبدا؟!
*بسام سامي ضو
تُسجّل لأركان السلطة اللبنانية، المخضرمين منهم والمنضمّين حديثاً إلى ناديها، قدرتهم الملفتة على اللعب في الوقت الضائع، وإضاعة الفرص أو المراهنة على التغيّرات التي قد يحملها، وكذلك التلاعب بالأولويات التي تهمّ حياة الناس اليومية والاستحقاقات المصيرية، والقفز فوقها والتلهي باجتماعاتٍ ولقاءاتٍ لا تغني ولا تسمن، ولا تفيد سوى في سرقة الضوء عن جوهر المشكلة، أي المصائب التي تنخر حياة اللبنانيين، وإثارة غبار من نوع "هل ثمة خرق دستوري في دعوة رئيس الجمهورية إلى هذا اللقاء في بعبدا"، و"مَن سيحضر ومَن سيغيب ومَن سينتدب عنه مَن لتمثيله"، و"ماذا تعني المشاركة وبماذا تؤثر المقاطعة"؟
وما إلى ذلك من تساؤلات وتكهنات سرعان ما ستنقشع لتكشف أنّ شيئاً لم يستجد وأنّ واقعاً لم يتغيّر، وجائعاً لم يشبع أو يأمن الجوع، وفاقداً وظيفته لم يستعدها، ومحجوراً على أمواله لم يستردها، وأبواب مؤسسات أُقفلت وسرّحت الآلاف لم تُفتح، وبلداً واحداً في العالم لم يستعد ثقته بالسلطة الحالية وخططها و"لجانها"، ومستثمراً واحداً لم يقرّر توظيف بعض ماله في لبنان.
وغير ذلك الكثير مما يأمل به اللبنانيون الذين باتوا مقتنعين أنه لن ينقذهم من هذا الوضع المغرق في السوء سوى عجيبةٍ هم واثقون أن "القديسين" الذين سيجمعهم قصر بعبدا عاجزون عن الإتيان بها.
*كاتب وصحافي لبنان في دبي