الإنقلاب... والمقامرة بمصير البلد!
سلام ناصر
كل ما يشهده لبنان اليوم يشي بأن الإنقلاب على الطائف قد انطلق فعلا، وفق توجهات واضحة للإمساك بمقدرات البلد، وتاليا، فرض معادلات جديدة في السياسة ستكون مقدمة لفتنة وحروب أهلية متنقلة، إذ يبدو أن ثمة كثيرين لم يتعلموا من دروس الماضي القريب، وأهمها أن لبنان عصي على الإنقلاب ومحكوم دائما بتسويات وأن أحدا لا يمكن أن يختزل الدولة ويشطب الآخرين أو يقصيهم عن دائرة القرار.
ما شهدته مدينة صيدا ليل أمس مع إلقاء قنبلة على أحد المصارف يندرج في سياق الإنقلاب عينه، وكأن هناك أمر عمليات من قبل جهة ما للتخريب على الحراك السلمي من أجل "عسكرة" الثورة مقدمة المواجهة الناس وقمعهم، وقد نكون أمام مرحلة تمهيدية لزج الجيش والقوى الأمنية في مواجهة غير محسوبة مع اللبنانيين، وذلك تزامنا مع إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المرتقبة، للإمساك بكل مواقع السلطة، خصوصا وأن ثمة أداة طيعة متمثلة برئيس الحكومة الدكتور حسان دياب في مواقفه الأخيرة المستغربة وغير المفاجئة، لجهة التصويب على حاكمية مصرف لبنان دون غيرها من مواطِن الفساد في الدولة.
وإذا ما استمر السيناريو المعد مسبقا للإطاحة بعناصر التسوية الداخلية والإخلال بالتوازنات، فلن يحصد الإنقلابيون إلا الخراب وسينتهون إلى هدم البناء على رؤوس اللبنانيين جميعا، فضلا عن أن الرئيس دياب هو نتاج تسوية بين الإنقلابيين، ارتضى دورا، أتقن إلى الآن أداءه بكل المحاذير والأخطار المترتبة عليه، من هنا فإن واقعنا اللبناني اليوم أشبه ما يكون بـ "روليت روسية" أو بمعنى آخر ثمة من يقامر بمصير البلد!