حبة البركة... غذاء وعلاج ووقاية من الفيروسات!

مشاركة


لبنان اليوم

 

 

سوزان أبو سعيد ضو

.هي تلك الحبات الصغيرة، التي يستعملها العديد في تحضير المعجنات والجبنة لنكهتها المحببة، هي حبة البركة أو الحبة السوداء، الشونيز المزروع، القزحة، السمسم الأسود، أو الكمون الأسود، وتسميات عدة أخرى، واسمها العلمي Nigella Sativa وتنتمي إلى الفصيلة  الحوذانية Ranunculaceae ، والتي وجد زيتها في مقبرة الفرعون المصري الشهير توت عنخ آمون، أي أنها كانت تستعمل منذ حوالي 3300 سنة مضت، كغذاء وعلاج لعدد كبير من الأمراض.

وقد عاد صيتها إلى الرواج بعد أن زعم أحدهم بأنها تحتوي على مركب الهيدروكلوروكين وبنسبة تصل إلى 100 بالمئة، وهو العلاج المقترح لجائحة "كوفيد 19" COVID-19، ولكن بعد التقصي فهذه البذور تحتوي على العديد من المركبات المختلفة التي تعمل على تدعيم جهاز المناعة ولكنها لا تحتوي على هذا المركب بالذات.

ومنذ العام 1964 تم تناول هذه الحبات الصغيرة وزيتها في العديد من الأبحاث وتجاوزت الـ 500 دراسة، كما أن لها تأثيرات إيجابية على العديد من الأمراض.

فوائد حبة البركة

فهذه الحبوب ذكرها الطبيب الكبير ابن سينا في كتابه "القانون في الطب" وتبين إن أخذت بجرعات معينة، فلها خواص مسكنة للألم، مضادة للإلتهابات، مضادة لقرحة المعدة، مضادة لعمليات التأكسد، مضادة للتشنج، مضادة للفطريات، تساعد في حالات السرطان، تخفض الكوليسترول السيء من نوع LDL، تخفض ضغط الدم، تساعد في علاج السكري من خلال تنشيط عمل الإنسولين، توسع الشعب الهوائية وتفيد في حالات الربو، مضادة للفيروسات ومن هنا يبدأ الحديث عنها في الوقاية من جائحة الكورونا، من بين خواص أخرى، وفقا لدراسات بمعظمها صغيرة.

السكري

وجدت دراسة علمية أن تناول حبة البركة بمعدل 2 غرام يوميا، مع علاج السكري الإعتيادي، ساهم في تخفيض كمية سكر الدم الصومي "على الريق"  fasting blood glucose، والـ "هيموغلوبين الغليكوسيلاتي"  glycosylated hemoglobin، وهو مؤشر للسيطرة على السكري في الدم، من بين مؤشرات عدة، بفوائد هذه الحبة على مرض السكري، والتقليل من مضاعفاته الخطيرة.

الضغط

وجدت دراسة أن انخفاض ضغط الدم لدى من يعاني من ارتفاع خفيف في ضغط الدم، مرتبط باستخدام خلاصة حبة البركة كما ترافق مع انخفاض في الكولسترول السيء LDL، كما ثبتت إفادتها لمن يعاني من الأمراض المزمنة مثل الروماتيزم وغيرها.

الكورونا

وكتب الطبيب الأخصائي في علاج الأنف والأذن والحنجرة شاكيل مويدينShakil Moidin في موقع The Cognate، أنه تبين من الدراسات أنه ليس هناك علاجا لجائحة "كورونا" حتى الآن، ولكن ما أشارت إليه كثير من الدراسات أن هناك استجابة مناعية متنوعة في الجسم، وهي التي قد تساهم في الوصول إلى الشفاء، لذا فإن تقوية المناعة يعتبر إحدى التدخلات للوقاية من المرض.

بداية، فدراسة فيسيولوجية الإصابة بالفيروس، قد تساعد في اكتشاف علاجات، وحتى الحصول على لقاح، وفي هذا المجال فإنه في دراسة في المجلة العلمية،  Journal of Autoimmunity، تبين أن هناك مواد تسمى بالـ "سايتوكينات" cytokines والتي تظهر بكميات كبيرة في الحالات الحرجة وخصوصا عامل TNFα أو  (Tumor necrosis factor Alpha)، وهذا العامل يساهم في تفاقم حالات الإصابة، لذا فتعديل الاستجابة المناعية  immune modulation، قد يساهم في عملية الشفاء.

كما أفادت دراسة نشرت في مجلة The Lancet، أن هناك نقصا كبيرا لدى المرضى من نوع من خلايا الدم البيضاء Lymphopenia، وهذه الخلايا أي Lymphocytes هي خلايا الدم البيضاء المختصة بمكافحة الفيروسات.

وقد وجدت دراسة نشرت في Nature Medicine ، أن هناك زيادة في الخلايا التي تفرز المواد المناعية immunoglobulin M and Immunoglobulin G antibodies  قبيل عملية الشفاء، وانها استمرت لفترة سبعة أيام، بعد أن خفت أعراض المرض.

لا أحد يعرف إلى متى سيستمر وضع COVID-19، وقد اقترحت التقارير أن إحدى الطرق الثلاث التي يمكن أن تمنع العدوى هي التحوير المناعي، أو تعديل الإستجابة المناعية، حتى يتمكن العالم من ابتكار اللقاح وتحسين السلوك البشري لجهة التباعد الإجتماعي، والنظافة الشخصية.

حبة البركة وجائحة "كورونا"

هنا يأتي دور حبة البركة، إذ أن مركب Thymoquinone (TQ) موجود بكمية كبيرة في زيت حبة البركة، ومن المعروف أن TQ يثبط الالتهاب الناجم عن السايتوكين TNF-α وتأثيره على نشاط النظام اللمفاوي (الخلايا اللمفاوية) الواقي من الأمراض والتحفيز والتحوير المناعي. وكان هناك مصدر قلق رئيسي آخر للأطباء كان تأثير السايتوكين على الكلى والخصيتين.

ويُعرف المكون TQ في زيت بذور حبة البركة بفوائده الكبيرة على المناعة. أدت الخواص المضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة والتحوير المناعي لهذا المركب، إلى تأثيرات وقائية وتوسع القصبات على أمراض الجهاز التنفسي الانسدادي.

TQ ليس عاملا وقائيًا للرئتين فحسب، ولكنه أيضًا مضاد للالتهاب الكلوي من الأمراض التي يسببها الالتهاب والإجهاد التأكسدي، ويشتهر TQ أيضًا بوظيفة حماية الخصيتين.

واقترح مويدين استخدام حبة البركة في علاج الجائحة.

المحاذير

استخدام حبة البركة بكميات معتدلة آمن للغاية، وإن استخدمت كجرعات دوائية تحت إشراف الطبيب المعالج ولفترة زمنية معينة، إلا أنه يجب استخدامها باعتدال لدى النساء الحوامل، كونها تقلل من انقباضات الرحم، كما أن لها خواص تبطئ تخثر الدم وقد تؤدي إلى النزيف، خصوصا ممن يستخدم الأسبرين والمواد الأخرى المانعة للتخثر، لذا يجب الحذر في هذه الحالات، والتوقف عن استخدامها لمدة أسبوعين على الأقل قبل الخضوع للعمليات الجراحية ويجب متابعة مرضى السكري والضغط عند استخدام علاج حبة البركة، كونها تساهم في تخفيض السكر والضغط الدموي.

مصادر علمية، وايكيبيديا ووكالات

 

 







مقالات ذات صلة