جبران باسيل... ادعاء العفة في دولة المحسوبيات!
أنور عقل ضو
من يقنع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أن تياره جزء من منظومة الفساد في البلد؟ ومن ينصحه بالابتعاد عن ادعاء العفة في دولة المحسوبيات؟ وإلى متى يظل لبنان أسير أوهام القوة وهي لا تفضي لغير الضعف؟
أسئلة نطرحها على هامش المؤتمر الصحافي الذي عقده باسيل قبل قليل عقب ترؤسه اجتماع تكتل لبنان القوي، وأعادنا إلى الموجة ذاتها، أي النأي بنفسه وبتياره السياسي عن كل ما يجري في البلد، متنصلا من مسؤولية الانهيار الكبير وقد بدأنا نشهد أولى فصوله قبل جائحة كورونا، وقبل اندلاع ثورة 17 تشرين العائدة حكما لتواجه الفساد المعشعش في رؤوس أهل السلطة تحاصصا وأنماط تفكير خاضعة لتجارة سياسية ومقايضات، ذلك أن كل شيء في الدولة قابل للاقتسام، تلزيمات، مشاريع، تعيينات، دراسات، ويحسب للتيار أنه ذو خبرة في هذه المجال، وتمكن من مجاراة القوى السياسية الفاسدة أصلا وتفوق عليها.
مشكلة باسيل أنه محكوم بلعب دور المسيحي القوي، وهو في هذا المجال لا يختلف عن "الأقوياء" في طوائفهم، وهذا يعني حكما تكريس نهج يضعف الدولة، ويضعف الحكم والحكومة ويقضي على مناعة لبنان في مواجهة التحديات، وباسيل هنا، لا يختلف عن أي مسؤول في الدولة، لكنه يكابر ويقدم نفسه على أنه من طينة مختلفة.
شدد باسيل على "قوانين الفساد" دون استشعار الحرج من ممارسات عنوانها مصادرة الدولة عبر تعيينات وتدخلات ومحاولات خلق توازنات جديدة، فضلا عن السعي لتصفية حسابات مع خصومه السياسيين واستحضار خطاب غرائزي عبر كوادر ومسؤولي التيار، خطاب يؤجج العصبيات ويشعل الغرائز، ولم يحاسب باسيل أو أي مسؤول في تكتله النيابي من يؤثرون استعادة لغة متعصبة، وهذا قمة الفساد، دون أن ننفي أن كل منظومة السلطة متورطة، لكن أن يقدم باسيل نفسه على أنه من طينة مختلفة فذلك مثار تعجب ودهشة، وهو ليس بأكثر من ادعاء العفة في دولة المحسوبيات.