العالمة جين غودال... تجاهل الطبيعة وعدم احترام الحيوانات من أسباب جائحة كورونا!

مشاركة


البيئة تنوّع بيولوجي

العالمة جين غودال... تجاهل الطبيعة وعدم احترام الحيوانات من أسباب جائحة كورونا!

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

أشارت العالمة البريطانية جين غودال Jane Goodall المتخصصة في الرئيسيات وعلم السلوك والأنثروبولوجيا، وسفيرة الأمم المتحدة للسلام، والبالغة من العمر 82 عاما، أن وباء COVID-19 الذي تتسبب به الفيروسات التاجية SARS-Cov2 أو "كورونا" المستجد، من أسبابه تجاهل الطبيعة وعدم احترام الحيوانات.

وطالبت غودال، التي اشتهرت بأبحاث رائدة في أفريقيا، وعلى فترة تجاوزت 45 عاما، كشفت فيها عن الطبيعة الحقيقية للشمبانزي، بأن على العالم أن يتعلم من أخطاء الماضي لمنع الكوارث في المستقبل.

وخلال مكالمة بالصوت والصورة لـ "وكالة الأنباء الفرنسية"  AFP قبل إصدار الفيلم الوثائقي من ناشيونال جيوغرافيك الجديد تحت عنوان "جين غودال: الأمل" Jane Goodall: The Hope، مؤكدة إن "الجميع يمكنهم إحداث فرق".

وقالت غودال إن "تجاهلنا للطبيعة وعدم احترامنا للحيوانات التي تشاركنا الكوكب، قد تسببت بهذا الوباء، الذي كان متوقعًا منذ فترة طويلة. لأننا عندما ندمر، على سبيل المثال الغابة، يتم إجبار الأنواع المختلفة من الحيوانات في الغابة للتقارب إلى مسافات قريبة من بعضها البعض، وبالتالي تنتقل الأمراض من حيوان إلى آخر، ومن المرجح أن يصيب هذا الحيوان الثاني البشر،كونه مجبرا على التواصل الوثيق مع البشر، كما أنه يتم اصطياد الحيوانات بحثًا عن الطعام وبيعها في الأسواق في أفريقيا، أو في سوق اللحوم للحيوانات البرية في آسيا، وخصوصا الصين، ولا ننسى مزارعنا المكتظة حيث نجمع بين بلايين الحيوانات حول العالم بقسوة. هذه هي الظروف التي تخلق فرصة للفيروسات للقفز عبر حاجز الأنواع من الحيوانات إلى البشر.

وعند سؤالها عن الذي يمكننا القيام به حيال أسواق الحيوانات المنتشرة حول العالم.

وقالت غودال: "من الجيد حقًا أن الصين أغلقت أسواق الحيوانات البرية الحية، في حظر مؤقت نأمل أن يصبح دائمًا، وستتبعه دول آسيوية أخرى، لكن في إفريقيا سيكون من الصعب جدًا إيقاف بيع لحوم حيوانات الأدغال لأن الكثير من الناس يعتمد على ذلك في معيشتهم، وسيحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير الدقيق في كيفية القيام بذلك، لا يمكنك فقط إيقاف شخص يفعل شيئًا عندما لا يكون لديه المال على الإطلاق لإعالة أنفسهم أو أسرهم، ولكن على الأقل كان ينبغي أن يعلمنا هذا الوباء نوع الأشياء التي يجب فعلها لمنع حدوث آخر.

وعند سؤالها إن كان هناك أمل، أشارت غودال إلى أنه "يجب أن ندرك أننا جزء من العالم الطبيعي، نعتمد عليه، وبينما ندمره، فإننا في الواقع نسرق المستقبل من أطفالنا، ولحسن الحظ، بسبب هذه الاستجابة غير المسبوقة، وهو الإغلاق الذي يحدث في كافة أنحاء العالم، يستيقظ ويعي المزيد من الناس أهمية الطبيعة، أنه في النهاية يمكنهم البدء في التفكير في الطرق التي يمكن أن يعيشوا بها حياتهم بشكل مختلف، يمكن لأي شخص أن يكون له تأثير كل يوم، إذا كنت تفكر في عواقب الخيارات الصغيرة التي تتخذها: ما تأكله، ومن أين جاء هذا الطعام، هل تسبب في القسوة على الحيوانات، هل هي مصنوعة من الزراعة المكثفة - والتي هي في الغالب - رخيصة الثمن بسبب عمل الأطفال بالسخرة، هل أضرت بالبيئة في إنتاجها، من أين أتت، كم ميل قد سافرت، هل تعتقد أنه ربما يمكنك المشي ولا تأخذ سيارتك، مع الوضع في الإعتبار أيضا الطرق التي قد تساعد في تخفيف حدة الفقر، لأنه عندما يكون الناس فقراء لا يمكنهم اتخاذ هذه الخيارات الأخلاقية، عليهم فقط أن يفعلوا كل ما في وسعهم للبقاء على قيد الحياة، لا يمكنهم التشكيك في ما يشترونه، يجب عليهم شراء الأرخص، وسيقطعون الشجرة الأخيرة لأنهم يائسون للعثور على أرض يمكنهم أن يزرعوا عليها أكثر، لذا فإن ما يمكننا القيام به في حياتنا الفردية يعتمد قليلاً على من نحن، ولكن يمكننا جميعًا إحداث فرق، يمكن للجميع.

بتصرف عن: AFP







مقالات ذات صلة