سليمان بك... وأول هدف في مرمى باسيل الرئاسي!
سلام ناصر
طموحات رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرئاسية لا تتوقف وإن مُنيَ بهزائم على الساحتين المسيحية والوطنية، فصدمة ثورة 17 تشرين لا تزال ارتدادتها قائمة وإن لم يقتنع باسيل أن ما شهدته ساحات لبنان أقصت نهائيا وإلى غير رجعة حلم الوصول إلى قصر بعبدا، يوم قال اللبنانيون كلمات هادرة وهتفوا بملء حناجرهم وعلى طرطقة الطناجر وسائر الأدوات والأواني المطبخية ما هو أشد بلاغة من أي كلام.
كما يواجه باسيل منافسين من المقربين من "البيت العوني" وسط تنامي حركة معارضة من داخل التيار الوطني الحر، وهو (أي باسيل) وإن كان "محصنا" بأكبر كتلة نيابية (مشكوك في تمثيلها بالاستناد إلى قانون انتخاب هجين)، فذلك لا يلغي حقيقة أنه ابن "زعامة" استندت إلى "صدفة عائلية"، فلو أزيحت عنه صلة المصاهرة هل كان يحظى بشعبية ما؟ وهذا السؤال يصح على معظم النواب والقيادات السياسية في البلاد من مختلف القوى السياسية والطائفية.
يحاول باسيل تجاوز اختلالات في ميزان الرئاسة ما عاد مائلا لصالحه، وفي الأساس لم يكن مائلا، حتى أن وصول الرئيس ميشال عون إلى سدة الرئاسة الأولى جاء نتيجة تفاهمات الحلفاء والخصوم، ما يعني أن طريق بعبدا لم تعد معبدة أمامه بعد أن ارتفعت أمامه حواجز كثيرة، ويدرك باسيل كذلك أن حلمه يبتعد فاضطر إلى "توسل" دعم سوريا وحلفائها حين غرد باسم العروبة متضامنا مع "الشقيقة سوريا"، في موقف يعكس براغماتية فاضحة.
في هذا السياق، قال نائب مخضرم، وفق ما ذكرت صحيفة "النهار" في عددها الصادر اليوم "إنّ ما جرى في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة من تطيير التعيينات كان الجولة الأولى أو بمثابة البروفا لإطلاق معركة الرئاسة من قبل زعيم شمالي لم يبدّل موقفه وسجّل هدفاً في مرمى خصومه".
وما لم تقله النهار جهارا، بدا واضحا منه أن المقصود هو زعيم تيار المردة سليمان فرنجية المستند إلى إرث سياسي ليس وليد صدف عائلية، فضلا عن أن فرنجية يمثل حيثية سياسية من موقع احترام تحالفاته الثابتة محليا وإقليميا ولم يبدل تبديلا.
صحيح أن معركة الرئاسة هي خارج اهتمامات الناس اليوم وسط ما يعيشه البلد من أزمات وكوارث، لكنها حاضرة في كل موقف وتحرك، وفي كل الأحوال، يمكن القول إن سليمان بك أول هدف في مرمى باسيل الرئاسي!