الفيروسان الأخطر على وجه الأرض... ساسة لبنان وكورونا!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضو

مسؤول لبناني كبير ورفيع، متجذر منذ نعومة أظفار يديه ورجليه في السياسة وغيرها، لا يني يسأل كل يوم المقربين منه، ولا سيما من هم في موقع المستشارية، بمن فيهم مستشار التسريحة والتدليك وممارسة التنفس العميق: هل وجدوا لقاحا ضد كورونا؟ ولا يزال على هذي الحال وهذا المنوال منذ إعلان أول إصابة بالفيروس المستجد في لبنان.

الغريب في الأمر أن أحدا من المسؤولين لا يسأل عن إيجاد لقاح ضد فيروس الفساد ولوثته الضاربة عميقا في شرايين الإدارة ونخاعها الشوكي، فيما الدولة مريضة ومثخنة بالجراح وتعاني ما تعاني قبل أن يظهر كورونا وسائر الفيروسات التاجية، أما من يسأل عن لقاح ضد كورونا، فنراه يطلق اليد لمن لا يستشعرون فسادا وإن كانوا يعانون عوارضه وقد بلغت حدا عتياً يهدد صحة البلاد، أين منها عوارض كورونا الحقيقية، كي يغلبوا منطق الحصص ويتوزعوننا في صناديق المساعدات الموعودة!

المشكلة اليوم، تظل وحتى فيروس آخر متمثلة في أن لبنان فقد مناعته ومنعته، وصار عرضة لانتكاسات صحية تستوجب طوارئ مستعجلة، خصوصا وأن السلطة السياسية فقدت الذرة القليلة المتبقية من قيم أخلاقية، دأبها أن تشحذ اليوم على ظهر الشعب المبتلي بهم وبكورونا! الفيروسان الأخطر على وجه البسيطة.

قمة الفساد الذي لا لقاح له ولن يكون، ما يجري اليوم على صعيد استحقاق التعيينات المالية ‏في مناصب شاغرة في مصرف لبنان ولجانه وتوابعه، ولأن الفساد دين الدولة نرى الحكومة (المستقلة طبعا) تعود لتعمل وفقا لقواعد اللعبة ذاتها، أي التحاصص، وما آلية اختيار المرشحين الأكفأ إلا بعض كذب منمق فيما التعاطي الأسوأ لا يزال قائما وسيظل إلى أن يحين رحيل السلطة بكل منظوماتها الفاسدة، وما أكثرها!

مهما بحثنا، مهما فتشنا في بلاد الله الواسعة، فلن نجد أسوأ وأخطر من فيرسين اثنين على وجه الأرض، ساسة لبنان وكورونا!

 







مقالات ذات صلة