جبران باسيل... وبلد "المعجزات البرتقالية"!
أنور عقل ضو
إلى أين يجر جبران باسيل لبنان؟ لا يظننَّ أحد ألا إجابة عن هذا السؤال، فثمة خراب جديد لا بد وأن يكتمل فصولا من خاصرة التعيينات، ليصبح لبنان "بلد المعجزات البرتقالية"، ودائما من "كورونا" وإليه، أحلاما "تاجية" خائبة وطموحات "مُفيْرسة" (من فيروس) تصيب ما بقي من مناعة في الجسم اللبناني، وكأننا مقبلون على حجْرٍ سياسي لا يُبقي ولا يذر، ما يُبقينا على مسافة فضيحة جديدة تسقط عن لبنان أهليته ومؤهلاته ليكون دولة، وما سيأتي أعظم.
إذا أخذنا في الاعتبار الأصوات الرافضة لـ "مبدأ التعيينات" نتأكد أن الحكومة في قبضة التحالفات المريبة، لنشهد سقوط ورقة التوت، آخر ورقة تستر عورة السلطة، فيما الـ "البارانويا" تفعل فعلها في لحظة كأداء تحيل الأخضر يباسا، وفي اليباس ينخر سوس الفساد، يحوٍّلُ لبنانَ فاقدا لمناعة وطنية، مآله الإنهيار أكثر.
بعد غد الخميس يلتئم مجلس الوزراء بجدول أعمال أثقلته السياسة، وستكون التعيينات (نواب حاكمية المصرف، لجنة الرقابة على المصارف ولجنة الأسواق المالية) عامل تفجير وسط انقسامات تلوح من الآن في أفق الجلسة، فثمة مواقف تفضي إلى أن اجتماع الحكومة سيكون محفوفا بخطر انهدام البناء فوق رؤوس الجميع.
رؤساء الحكومات السابقون سعد الحريري، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة وتمام سلام حذروا أمس من تعيينات تتجه إليها الحكومة "يشتم منها الرغبة في السيطرة على المواقع الإدارية والمالية والنقدية للدولة اللبنانية بغرض الإطباق على الإدارة الحكومية من دون الالتزام بقواعد الكفاءة والجدارة، وكذلك متغافلة عن المطالب الإصلاحية لشابات وشباب الانتفاضة".
رئيس تيّار المردة النائب السابق سليمان غرَّد معلناً رفضه الاجتماع مع جبران باسيل للاتفاق على أسماء نواب الحاكم وأعضاء لجنة الرقابة، والأسواق المالية من المسيحيين، متوقفاً عند استغلال انتشار فيروس كورونا لتهريب التعيينات وتمرير الصفقات، مؤكداً لا نريد حصة، ولكن نتمنى تأجيل الاستحقاق الخلافي وغير الضروري، وسيبنى على الشيء مقتضاه في مـا خصَّ المشاركة في الحكومة.
بدوره رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حذر من خطورة اقدام الحكومة على تعيينات على "نفس الأسس" تقريباً التي كانت تجري فيها في عهد الحكومات السابقة، معرباً عن أسفه "لأن حكومة كل وجوهها جديدة وتقنية لن تتمكن من اجراء تعيينات على أساس النزاهة والكفاءة والآلية".
أما تيار جبران باسيل فيصر على إجراء التعيينات، بالرغم من كل الكلام السياسي لإبقاء الوضع على ما كان عليه بالسياسات المتبعة وبالاشخاص أنفسهم الذين ينفذون هذه السياسات نفسها. وهذا الموقف من شأنه ان يجر الحكومة إلى أزمة، قد يكون من الصعب عليها تجاوزها في ظل تراكم وتفاقم الأزمات، والرفض لاستغلال الظرف الراهن لتمرير التعيينات المريبة والمفصلة بمقص "برتقالي"!