الطبيب الذي قضى على الجدري... يتوقع ما سيحصل في جائحة "كورونا"!

مشاركة


صحة وجمال

 

رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو

يجد علماء الأوبئة أنفسهم في حالة من الإنهماك الكبير خصوصا لجهة سوق العرض والطلب في الوقت الحالي، لا سيما مع استمرار تفشي جائحة Pandemic فيروس "كورونا" Corona المستجد أو COVID_19 في كافة بقاع العالم، إذ تتجه الحكومات إلى العلماء للحصول على خبرتهم، ومنهم الدكتور لاري بريليانت Larry Brilliant الذي كان جزءًا من الفريق الملتزم بالقضاء على الجدري في السبعينيات، وقد عمل مع منظمة الصحة العالمية لمكافحة الإنفلونزا وشلل الأطفال والعمى، ومنذ ذلك الحين، عمل مع Google وهو حاليًا رئيس مجلس إدارة شركة Ending Pandemics، كما عمل كمستشار فني أول للفيلم الشهير "العدوى" Contagion، والذي يتابعه الكثيرون، في حجرهم الصحي الإختياري الآن، لذا، كما يمكننا أن نتخيل، فهو يعرف بالتأكيد بعض الأمور حول ما نواجهه.

وتحدث بريليانت في مقابلة انتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي مع  موقع WIRED، موضحا أنها ليست المرة الأولى التي حذر من جائحة تنتشر في العالم، وأنه ليس وحده في هذا المجال وأشار إلى أن "المجتمع الوبائي بأكمله حذر الجميع طوال السنوات العشر أو الخمس عشرة الماضية من أنه لم يكن السؤال عما إذا كنا سنواجه جائحة مثل هذه، إنما كان السؤال ببساطة متى؟".

وكان قبل 14 عاما، قد أوضح في برنامج TED talks راسما صورة قاتمة، وبأنه لا يحمل كرة بلورية للتنجيم، حول ما قاله بأن أي جائحة تشبه ما يحصل الآن، ستتسبب بإصابة مليار شخص بالمرض، وبأن 165 مليون وفاة قد تحصل نتيجة العدوى، وأن هذا الأمر سيتسبب  بركود وانكماش اقتصادي عالمي، وستكون حصة الولايات المتحدة الأميركية منه ما بين 1 و3 تريليون دولار، ويعتبر هذا بالنسبة للكثيرين أسوأ من خسارة 100 مليون انسان، لجهة فقد الكثيرين لوظائفهم وللرعاية الصحية.

ومن الجدير الإشارة إلى تغير في موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من "لا داعي للهلع" الشبيه بمواقف سلطات صحية حول العالم، ومنهم في لبنان، إلى خطوات جذرية للقضاء على العدوى، ولفت بريليانت إلى قيام ترامب بأسوأ خطوة في العام الماضي بدفع الأدميرال Timothy Ziemer رئيس مجلس الأمن القومي للإستقالة، والذي كان الشخص الوحيد على هذا المستوى المسؤول للحد من الوباء. معه ذهب فريقة الكامل من الموظفين والباحثين والعلاقات. ثم أزال ترامب تمويل "الإنذار المبكر" للدول حول العالم.

وأشار بريليانت إلى أن هذا الفيروس جديد، أي أن الجهاز المناعي للإنسان لم يتعرف إليه من قبل، وتوقع بأن هذا الفيروس من الممكن أن يتسبب بالعدوى لـ "7.8 مليار إنسان" أي عدد سكان الكرة الأرضية.

ويدحض بريليانت مقولة "إمكانية الإصابة مرة ثانية بالفيروس" ويعزوها لخطأ في الفحص، مؤكدا أنه أسوأ جائحة في حياتنا في هذه الفترة.

وقال لـ Wired، منتقدا ترامب: "عندما حاولتم التواصل معي، تظاهرت بأنني في منتجع للتأمل، لكنني في الواقع في الحجر الصحي في مقاطعة مارين، نعم، هذه نصيحة جيدة للغاية، ولكن هل حصلنا على نصيحة جيدة من رئيس الولايات المتحدة خلال الأسابيع الـ 12 الأولى؟ لا. كل ما تفوه به كان أكاذيب، قائلا أنها أمور مزيفة، وقال هذه خدعة من الديموقراطيين. لا يزال هناك اليوم للأسف أشخاص يعتقدون ذلك، وذلك ضد مصلحتهم، فهو يتحدث كشخص مسؤول عن الصحة العامة، إلا أن ما قام به هو أكثر التصرفات غير المسؤولة لمسؤول منتَخــَب شاهدته في حياتي. لكن ما تسمعه الآن لعزل الناس وإغلاق المدارس وإلغاء التجمعات صحيح. ولكن هل سيحمينا بالكامل؟".

وتابع "ما يحصل الآن، بالحد من جائحة الفيروس التاجي الجديد يمر عبر إبطائه أو تخفيفه، أو تسطيح منحنى تطور الإصابات، فلن نقوم بتقليل المجموع الإجمالي للإصابات، لكننا قد نتمكن من تأخير العديد منها حتى يكون لدينا لقاح"، مؤكدا أن "الحصانة الجماعية تتم من خلال الجمع بين أمرين، أولا أن عددا كبيرا من الذين أصيبوا بالعدوى أصبحت لديهم مناعة، وثانيا، وجود لقاح، وهذا يكفي لتغطية بين 70- 80 بالمئة من السكان"، مشددا على ثقته بـ "إمكانية انتاج هذا اللقاح، لأنه من وجهة نظر علم الفيروسات لا يوجد شيء يمكن  أن يجعلني أشك بأن اللقاح لن يظهر في غضون عام ونصف العام".

ولفت إلى المقارنة بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الجنوبية لناحية تأخر السلطات الأميركية في إجراء فحص PCR على نطاق واسع وقال: "تمكن الكوريون الجنوبيون من إجراء أكثر من ربع مليون اختبار، وفي الوقت الذي أجرت كوريا الجنوبية 200 ألف اختبار، تم إجراء أقل من ألف اختبار في الولايات المتحدة الأميركية"، مشيرا إلى أنه "إن اتبعنا النموذج الكوري الجنوبي، فقد يقل عدد الإصابات، فقد وصل (أثناء كتابة تقرير موقع Wired) إلى 100 حالة، كما أنه في الصين فإن الحالات معظمها من الخارج، فمن الصعب اتباع النموذج الصيني بحبس الناس في منازلهم، لكن النموذج الكوري الجنوبي فمن الممكن اتباعه".

وعند سؤاله إن كان خائفا من الإصابة بهذا الفيروس أجاب: "لا لست خائفا، على الرغم أنه في فئتي العمرية (عمره 75 عاما)، فإن شخص من أصل سبعة قد يتوفى نتيجة الإصابة، لكن الإجراءات المتبعة، قد تقلل من فرص انتشار العدوى، وعلى الجميع التذكر أنها ليست نهاية العالم، ولا موتا جماعيا، بل هي إطالة للوقت حتى الحصول على لقاح أو علاج شاف لهذا الفيروس".







مقالات ذات صلة