رسالة "رئاسية مبكرة" من جبران باسيل إلى "الشقيقة سوريا"!
أنور عقل ضو
بغض النظر عن وضعه لخارطة طريق أمام الحكومة حدد فيها "شروطه" لاستعادة المغتربين اللبنانيين، أطل اليوم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بموقف أكد فيه أن "سوريا العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة"، عظيم جدا، موقف متقدم، رغم براغماتيته الـمُضجرة، خصوصا وأن ما نحن مقتنعون به يبقى متمثلا في أن ما هو قائم بين لبنان وسوريا يجب ألا يستمر، والمطلوب استعادة العلاقات الطبيعية بين بلدين عربيين متجاورين تجمعهما حدود مشتركة وقضايا واحدة، لكن ليس على قاعدة تعيد التذكير بزمن الوصاية.
العلاقة مع سوريا أكثر من ملحة، لكن على قاعدة ندِّيــَّة، فلبنان ليس بحاجة لشقيقة كبرى ولا لبنان بشقيق أصغر، العلاقة هنا تعني التكافوء بين دولة ودولة، بين حكومة وحكومة، ومن سفير بسفير، أما الذهاب فرادى إلى سوريا فأمر يثير جملة من التساؤلات ليس أوان طرحها اليوم.
ومن هنا، فإن إطلالة باسيل اليوم بموقف أراد منه توصيل "رسالة رئاسية" مبكرة إلى سوريا فذلك يفضي إلى أن باسيل انضم إلى جماعة الشقيقة سوريا، وبالتأكيد لا نقصد هنا "حزب الله"، فهو مع بعض القوى السياسية الوازنة يمثل استثناء، بحضوره ومواقفه ودعمه لسوريا عسكريا، أي أن علاقة "حزب الله" بسوريا علاقة لا تتقصد منفعة، وهي علاقة قائمة على توازن قلما نجده بين حزب ودولة، وإنما نتحدث عن قوى لا تملك أية حيثية سياسية إذا ابتعدت عن دمشق!