لماذا وصلت وفيات فيروس كورونا في إيطاليا إلى مستوى أعلى جديد حوالي ضعف وفيات الصين؟
سوزان أبو سعيد ضو
مقدمة: تمت ترجمة هذا المقال عن الإنجليزية بعنوان " Why Italy Corona Virus Deaths Reached a New High Nearly Double That of China ?"
لقد ارتفع عدد الحالات المؤكدة والمثبتة مخبريا رسميًا المصابة بفيروس كورونا أو COVID_19، إلى مستوى جديد في إيطاليا يقارب العدد المسجل في الصين خلال الأشهر الثلاثة الماضية مع 63927 حالة إيجابية، و 6077 حالة وفاة بعد الإعلان عن 601 حالة وفاة جديدة اليوم، في حين أن أولئك الذين في حالة حرجة هم 3204، وهناك 7432 الذين تعافوا، ويبقى السؤال الرئيسي، لماذا ارتفاع عدد الوفيات في إيطاليا؟
تم طرح العديد من نظريات المؤامرة، وتم تمريرها عبر منتديات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك عقوبة من الماسونيين والولايات المتحدة الأميركية لإيطاليا، خصوصا بعد أن وقعت إيطاليا عقودًا مع الصين قبل 4 أشهر بقيمة 5 مليارات دولار، على الرغم من أن إيطاليا هي واحدة من الدول الصناعية العشر المطلوب منها عدم الانحراف عن "الخط" الأميركي، وكذلك رفضت إيطاليا العام الماضي نشر أنظمة متقدمة من الصواريخ الأميركية على أراضيها، الأمر الذي دفع أميركا إلى نشرها في بولندا، ولم تظهر هذه الادعاءات أي أساس، ذلك أن الولايات المتحدة الأميركية هي الآن الثالثة من حيث أعداد الإصابات بـ COVID-19، فقد أصاب الفيروس حتى هذه اللحظة أثناء كتابة هذا المقال، 46168 حالة، مع 2434 حالة جديدة، و 582 حالة وفاة، 29 حالة وفاة جديدة، 2355 في حالة حرجة و 295 حالة شفاء فقط على التراب الأميركي.(الأرقام بتاريخ 23/3/2020، وقد ارتفعت منذ ترجمة هذا المقال)
بالعودة إلى سؤالنا الأول، لماذا يوجد معدل وفيات مرتفع في إيطاليا؟
أحد العوامل التي تفسر معدل الوفيات المرتفع في إيطاليا (3.8 يدعي البعض حتى 5 بالمئة، في حين أن المعدل العالمي 2.3 بالمئة) قد يكون عمر السكان في إيطاليا.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز The New York Times، يوجد في إيطاليا أكبر نسبة من المعمرين في أوروبا، وهم حوالي 23 بالمئة من السكان، إذ تبلغ هذه الشريحة 65 من العمر أو أكثر، وكما تشير الإحصاءات المتعلقة بالوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إلى أن معدل الوفيات يزداد مع تقدم العمر والأمراض المزمنة.
عامل آخر لهذا العدد المرتفع، هو أن أجهزة المناعة تنخفض مع التقدم في العمر، وفقًا لـ the Local، فقد كانت العديد من الوفيات في إيطاليا من بين الأشخاص في الثمانينيات والتسعينيات من العمر، وهذه الفئة العمرية وفقًا للإحصاءات العالمية أكثر عرضة لمضاعفات شديدة من فيروش COVID-19، خصوصا، وكما سبق وذكرنا فإن هناك أوضاع صحية مزمنة تساهم في ارتفاع معدل الوفيات.
ووفقًا لصحيفة الغارديان the Guardian ، قال رئيس المعهد العالي للصحة في إيطاليا، سيلفيو بروسافيرو، يوم الجمعة الماضي، إن متوسط عمر ضحايا فيروسات التاجية يبلغ 80.3، ومعظمهم يعانون من أمراض مزمنة.
هناك عامل مهم آخر هو النظام الطبي المربك بسبب زيادة الحالات، وقد أصبحت صورة الممرضة المنهارة على مكتبها في كريمونا، شمال إيطاليا، رمزًا لهذا النظام المربك بسبب زيادة عدد الإصابات، بالإضافة إلى صور الفرق الطبية التي تعاني من كدمات في وجوههم، بسبب استخدام الأقنعة، وقد انتشرت على منصات وسائل التواصل الاجتماعي
عامل آخر، هناك معلومات عن "حالة حرب" تم تبنيها بشكل غير رسمي، ووفقًا لنيويورك تايمز، فإن عمدة إحدى مدن إيطاليا، اشتكى من أن الأطباء أجبروا على عدم علاج كبار السن، وتركهم يموتون، في محاولة لإنقاذ المرضى الأصغر سنا، تم وصف الوضع في إيطاليا، أنه أسوأ بكثير مما كان خلال الحرب العالمية الثانية.
هناك فرضية أخرى تم ذكرها في مقالة في موقع Medium، وهي منصة على الإنترنت لمناقشة الأفكار والمعرفة والمنظورات الملحة، تحت عنوان "فيروس كورونا: المطرقة والرقص"، للكاتب توماس بوييو Tomas Pueyo ، ووفقا لـ بويو فإن "الفيروسات ذات الحمض النووي الريبي RNA مثل فيروس كورونا، أو الإنفلونزا تميل إلى التطور حوالي 100 مرة أسرع من تلك التي تعتمد على الحمض النووي DNA - على الرغم من أن الفيروس التاجي يتحور ببطء بالمقارنة مع فيروسات الإنفلونزا "، لذلك ربما يكون قد تطور إلى شكل أكثر انتشارا" ما قد يفسر انتشاره الكبير في إيطاليا وأوروبا، وكذلك في إيران والولايات المتحدة بهذا الشكل الكبير والسريع.
ويوم الجمعة، وفقًا لمقال "الغارديان" السابق ذكره، شارك القارئ جيوفاني لوكاتيلي Giovanni Locatelli لقطات على الإنترنت يقارن صفحة نعي الصحيفة في 9 شباط/فبراير، مع نسخة بتاريخ 13 آذار/مارس، حيث احتلت قوائم الوفيات صفحة واحدة فقط، في 9 شباط/فبراير، بينما بتاريخ 13 آذار/مارس، كانت هناك حاجة إلى 10 صفحات تزامنا مع قوافل ضحايا "كورونا" التي أصبحت مشهدا يوميا في شوارع إيطاليا الحزينة.
المصادر: New York Times، The Guardian، The local، Medium، New York Post
مصدر الصورة الرئيسي: New York Post
مصدر الخارطة: من Baltahji's Tracker، أول خارطة تفاعلية لبنانية أنشأها خبير الأمن السيبراني اللبناني غسان بالتحجي لتتبع حالات فيروس كورونا.