بسبب "كورونا"... فوضى تعم في إيران وإحتجاجات!
* "إليسار نيوز": رغيد عودة
منذ ثلاثة أسابيع وينفي المسؤولون في إيران ظهور فيروس "كورونا"Corona أو كما اتفق على تسميته من قبل منظمة الصحة العالمية COVID19 في مدينة قم، وفجأة أعلنت وزارة الصحة الإيرانية في 20 شباط/فبراير 2020 ليس عن إصابتين في المدينة فحسب، بل بوفاة كلتي الحالتين.
وقال مصدر مسؤول بجامعة بابل للعلوم الطبية:"تم التعرف على شخصين يشتبه في إصابتهما بفيروس كورونا بمدينة بابل في إيران"، وأضاف: بدأت حالة الذعر وتسجيل إصابات في مستشفيات من ضواحي العاصمة طهران، إلا أن الحكومة مازالت ملتزمة الصمت، دون أي بيان لها عن تفشي فيروس كورونا، وخلال ساعات قليلة توفي مكتشف المرض الدكتور رضا كوچكى نيا، عن عمر 52 عام، إثر إصابته بفيروس كورونا، وذلك بمستشفى بارس بمدينة رشت شمال إيران" .
وبعد ذلك بدأ الإيرانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتناقل الأخبار، منها نقل حالات إصابات بفيروس كورونا في مدن مثل قم وطهران وقزوين وبابل شمال إيران، وأنتشرت القوات الخاصة الإيرانية بمدينة قم ليلة إعلان وزارة الصحة .
وكان عنوان أحد أخبار وكالة الأنباء الإيرانية "كورونا في إيران"، ونفت الحكومة تسجيل أي حالة كورونا رغم وفاة شخصين.
وبعدها بدأ الأطباء والممرضون والعاملون في المستشفيات الحكومية بتناقل أخبار من داخل المشافي، عن وجود حالات من الإصابات بفيروس "كورونا"، كما قام موقع رسمي إيراني بإعلان الإسنتفار التام في عموم المحافظات في إيران، وتزامن هذا الأمر مع عملية تعقيم طاولت الباصات ومركبات النقل العمومية في طهران.
وبينما الحكومة منشغلة بالإنتخابات البرلمانية، كان الشعب الإيراني يتابع أخبار وتطورات إنتشار فيروس "كورونا"، وللمرة الأولى منذ العام 1979 تشهد إيران مقاطعة للانتخابات بهذا الشكل الواسع.
وجاء مفاجئا ما صرح به وزير الصحة التركي لوكالة الأناضول حيث قال: "نظيري الإيراني أبلغني أن عدد الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس في بلاده حتى الآن بلغ 750 حالة، وأن عدد الاصابات المؤكدة بلغ 18 مصاباً، مقابل وفاة 5 أشخاص".
ومن جهة ثانية، ومع الإعلان عن وفاة ابن عم السياسي والقيادي حسين نوراني نجاد وبعد إصابته بفيروس كورونا، أعتمدت وزارة الصحة الإيرانية 18 مستشفى لعلاج المصابين بفيروس كورونا بإيران، وبعد التكذيب لوجود الفيروس في البلاد والتعتيم المرافق في بداية الأمر، اعترفت وزارة الصحة الإيرانية حاليا، بأن الطبيب الإيراني رضا كوجكي زاده توفي أثر إصابته بفيروس كورونا، وأشار زملاء الطبيب الإيراني الراحل أنه اكتشف بعض الحالات المصابة بكورونا ولكن السلطات المحلية تجاهلت انذاره .
ونتيجة لما سبق، وما استجد من حالات إصابة بهذا الفيروس، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية بتاريخ 22 شباط/فبراير عن تحديد 63 مستشفى في عموم إيران لإستقبال المصابين بفيروس كورونا، أعقبت هذا بالإعلان عن تعطيل كافة المدارس بمدينة آراك في ايران لمدة اسبوع كامل بعد ظهور حالات مصابة بفيروس كورونا بالمدينة .
وشهدت مدينة شيراز طوابير من الإيرانيين يقفون حتى وقت متأخر من الليل أمام الصيدليات لشراء "الأقنعة الطبية"، كما تناقلت أنباء عن وصول فيروس كورونا إلى مدينة مشهد.
كما احتج طلاب كلية اصفهان الطبية على عدم وجود الإمكانيات والأجهزة والوسائل الطبية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا في مستشفيات اصفهان.
وقد أعلن عن إلغاء كافة الأنشطة المسرحية والسينمائية في عموم إيران، إحترازيا وتخوفاً من إنتشار فيروس كورونا في البلاد، مع تعطيل الجامعات والمدارس والمؤسسات التعليمية في أغلب المحافظات الإيرانية.
وقد نقل ثلاثة طلبة من الأحواز يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا إلى مستشفى "ولي العصر" بمدينة المحمرة، وقد قال رئيس كلية الطب بمدينة قم في مقابلة للتلفزيون الإيراني: "وزارة الصحة وجهت خطاباً رسمياً بعدم الحديث عن الإحصائيات الرسمية حول إنتشار فيروس كورونا، وقد طالب الحكومة الايرانية بالتدخل العاجل لأن المصاب جلل والوضع خطير للغاية!".
كما وصرح خلال المقابلة بكلام خطير للغاية، إذ أشار إلى أن: "بعض المصابين بفيروس كورونا موجودين بين الناس بالمدينة، وغير خاضعين للحجر الصحي، وأدق عبر الإعلام جرس الإنذار حول إنتشار كورونا بمدينة قم".
من جهة ثانية، أكدت وسائل إعلام إيرانية أن نائبين تم إنتخابهم يوم أمس الجمعة، في الانتخابات البرلمانية الإيرانية، وهم سید علي آقازاده، ومحمد علي رمضاني من مدينة رشت في شمال إيران، اكتشف اليوم بأنهما مصابان بفيروس كورونا.
وقد تناقلت وسائل التواصل الإجتماعي رسالة استغاثة من طبيب إيراني يعمل في مستشفى بورسينا بمدينة رشت شمال إيران ، يقول فيها: "خلال 24 ساعة توفي اثنان من المصابين بكورونا في المستشفى، والكادر الطبي معرض للإصابة بكورونا، كوننا لا نمتلك تجهيزات طبية وقائية الا عددًا قليلًا من أقنعة N95 الطبية".
وفي مدينة تالش من توابع محافظة جيلان في شمال إيران، شهدت المدينة إحتجاجات واسعة ومواجهات بين الأهالي والشرطة الإيرانية، مع إستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المحتجين أمام مستشفى نوراني، الذي خصص لنقل المصابين بفيروس كورونا لمنطقة غرب جيلان بشمال إيران، وطالب أهالي المدينة بعدم استقبال المصابين بفيروس كورونا إلى المستشفى في مدينة تالش.
وفي جامعة بهشتي خرج الطلاب من المنامات هاتفين: "نحن لا نريد أن نموت "، و"نحن نريد أن نذهب إلى بيوتنا" مطالبين بتعطيل الدراسة بجامعة بهشتي خوفا من انتشار العدوى بينهم.
وفي وقت سابق، أرسلت الحكومة الإيرانية ثلاثة مليون قناع طبي لمساعدة الصين، بينما الشعب الإيراني لا يجد الأقنعة الطبية في الصيدلات، وقد ارتفعت أسعارها بشكل جنوني!
*رغيد عودة: باحث وصحافي