وأخيرا الحريري يتحرر من باسيل... مبروك دولة الرئيس!
سلام ناصر
ثمة مشكلة في لبنان تتمثل في أن كثيرين تخونهم الذاكرة، أو مصابون بداء "الألزهايمر السياسي"، ولذا ظل اللبنانيون ردحا طويلا من الزمن غير قادرين على محاسبة مسؤول، وقيل أيضا أن "اللبناني طبعه نَـسَّـى"، وكي لا نطيل، ثمة قلة من اللبنانيين تتذكر ما عانى وقاسى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري من تحالفه مع التيار الوطني الحر، إلى درجة كنا نظن معها أن باسيل هو رئيس الحكومة وصانعها ومسير أمورها، وقبل ذلك يذكر البعض كم تأخر تشكيل إحدى الحكومات فقط لتوزير باسيل، وكان يومها أحد أبرز الخاسر في الانتخابات النيابية في قضاء البترون.
لا ندافع عن الحريري، وأساسا مفهوم "الحريرية السياسية" يظل موضع التباس، بالرغم من العناوين التي رسخها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وهذا موضوع آخر، ولكن نقول ذلك لنؤكد أن الحريري هو الرابح الأكبر بعد القطيعة مع جبران باسيل، فقد تحرر من عبء كبير، بعد أن دفع أثمانا باهظة نجمت عن هذا التحالف الهجين والمستهجن، وكان للشعب اللبناني نصيبه أيضا فيما يشهده اليوم من تبعات هذا التحالف.
وباختصار، لا يسعنا إلا أن نقول مبروك دولة الرئيس الحريري، وأخيرا تحررت من باسيل، بالرغم من أن الأخير لم يتغير، ففي موقفه في سياق رده على الحريري أكد أن عودته (أي الحريري) ستطول، وهذا قمة التحدي، فيما يريد لنا أن نقتنع من أنه بات اليوم "صانع" رؤوساء الحكومات!