زؤان السلطة وقمح الثوار!

مشاركة


لبنان اليوم

أنور عقل ضو

التاريخ لا يرحم، التاريخ سيف بتار ومقصلة رهيف، وراية من وقائع وقرائن وبعض دروس لا تداري هواجس هذه الفئة أو تلك، التاريخ ذاكرة الماضي وشرفة المستقبل، التاريخ ينبض ويخفق، التاريخ حياة لا تفنى، وسيحكي يوما ويبوح بالكثير من أسرار.

ولأن لا رقابة على التاريخ، لا مقص رقيب، سيفضي بما تجمع لديه من حقائق أقلها، أن لبنان الطوائف بدأ في العام 2020 يلفظ أنفاسه الأخيرة، وقبلها بعقود ظهرت عليه علامات السقام والحمى وظواهر وأعراض أمراض مزمنة، وسيقول التاريخ كذلك أنه في عهد فلان صار كذا، وفي عهد علان حصل ما حصل، وفي ظل مومياءات الطوائف حصلت أمور يشيب لها رأس رضيع، وسيرذل التاريخ كل القابعين اليوم في مواقع السلطة، إلا ما ندر وما رحم ربي.

في العصور الغابرة كان الأقوياء والمنتصرون هم من يكتب التاريخ، أما اليوم في عصر العولمة والتواصل وثورة المعلومات فيكتبه الأذكياء، يكتبه المظلومون والفقراء، فالتاريخ القادم من حضارات ظلمت واضطهدت و"انتصرت" ولى وانتهى إلى غير رجعة.

ما لا يعلمه كثيرون اليوم أن معادلات التاريخ تغيرت أيضا، وصار التاريخ قادرا على فصل القمح عن الزؤان، القمح يبقى ويبنى عليه والزؤان يرمى في مزبلة، في مكب، في محرقة، وحده القمح يبقى.

وهذا حالنا اليوم بين زؤان السلطة وقمح الثوار.

 







مقالات ذات صلة