"اللي استحوا ماتوا"... و"شبعوا موت"!
كلمة "إليسار نيوز" Elissar News
أجمل ما في عظة راعي أبرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر يوم أمس الأحد أنها عبرت عن وجع كل اللبنانيين، من مختلف طوائفهم ومناطقهم وتوجهاتهم السياسية، قالها في حضور الرؤساء الثلاثة، بجرأة رجل الدين القابض على نار المعاناة، معاناة أبناء رعيته ومعاناة اللبنانيين في آن، خصوصا حين قال: "إما الاصلاح السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي، وإما فالاستقالة أشرف".
واجه المطران عبد الساتر السياسيين في ذكرى شفيع الطائفة المارونية الكريمة القديس مارون، وحملهم مسؤولية ما اقترفت أيديهم، وتوجه إلى ضمائرهم ليسألهم وقف تقاذف التهم وتحقيق المكاسب وبدء التعاون مع من أسماهم الثوار الحقيقيين لانقاذ لبنان، فيما المشكلة، كل المشكلة أنْ لا ضمائر حية، ربما ماتت على حين غفلة في متاهات السلطة ساعة تتحول منصة لمصالح وأهواء.
في استحضار أمثولة الزعيم الصالح الذي يختار الرحيل أو التخلي عن الزعامة على أن يخذل شعبه أو يسيء اليه ولو مرة واحدة، قال المطران عبد الساتر ما يُشعر الحجر بالخجل، ولكن لا حياة لمن تنادي، لكنه حذر من أن أحدا لا يمكنه حبس الماء التي لا بد ستنفجر وتجد لها منفذا إلى الحرية، والأغرب، أن المقصودين بسهام النقد كانوا أو المصفقين، ما ذكرنا بمثل شعبي "اللي استحوا ماتوا"، ويبدو أنهم "شبعوا موت أيضا".