في خرق بيئي جديد... "ماستر شيبس" تحول نفايات سائلة ملونة إلى نهر الليطاني!
فاديا جمعة
ما رصدته "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" في معمل "ماستر شيبس" في بلدة الفرزل – قضاء زحلة (البقاع الأوسط) يرقى بنظرنا إلى جريمة بيئية موصوفة ترتكب بحق الليطاني، من شأنها تقويض الجهود الرامية إلى معالجة التلوث الناجم عن المصانع، وما حققته حتى الآن "المصلحة" مع وزارة الصناعة، فضلا عن أن انتهاك حرمة النهر تلويثا وفوضى يعني أن ثمة من لا يزال يمعن في الخروقات ويظن نفسه أنه فوق القانون، مصانع وأفرادا وبلديات وغيرها.
ولطالما طالعنا المسؤولون بأنهم جادون في مكافحة الفساد، إلا أن الواقع على الأرض يشي بخلاف ذلك، ما يضاعف مسؤولية مصلحة الليطاني، في وقت مطلوب فيه أن تتآزر جهود سائر الوزارات والمؤسسات الرسمية المعنية لاستعادة الليطاني من الملوثين.
نفايات صناعية سائلة
في هذا السياق، أشارت "المصلحة الوطنية لنهر الليطاني" إلى "في الخامس من شباط (فبراير) الجاري، قام فريق من "المصلحة" بمؤازرة أمنية من مكتب امن الدولة في زحلة، بالكشف على وحدة معالجة النفايات الصناعية السائلة في مصنع شركة (ماستر شيبس) في الفرزل. وتبين بنتيجة الكشف وجود لمياه صناعية مصبوغة باللون البرتقالي خارجة من المصنع مباشرة الى القناة الترابية المحاذية للمعمل وتصب في نهر الليطاني، ويتم جرها عبر قسطل بلاستيكي موصول بخزان إسمنتي مخصص لتجميع مياه الغسيل والتنظيف الخارجة من داخل مصنع الشركة، تمهيدا لضخها بواسطة القسطل المذكور الى وحدة المعالجة المخصصة للصرف الصناعي.
وأكدت المصلحة أن ذلك يثبت قيام شركة "ماستر شيبس" بتحويل مياه غير معالجة الى نهر الليطاني.
فرض الالتزام البيئي
وكان القاضي المنفرد الجزائي في زحلة أصدر في تشرين الأول (أكتوبر) 2019 قرارا يقضي بإدانة شركة "ماستر شيبس" بعد الإخبار الذي تقدمت به المصلحة الوطنية لنهر الليطاني بسبب تلويث نهر الليطاني.
ودان القرار يومها شركة "ماستر شيبس"، وقضى بتغريمها وإلزامها تأهيل الوسط البيئي وفرض الالتزام البيئي ومعالجة صرفها الصناعي الا ان الضاهر استأنف الحكم يومها.
وتعليقا على القرار، الصادر بحق شركته، كان قد علق النائب ميشال ضاهر على حسابه عبر "تويتر" مؤكدا أن شركة "ماستر شيبس" حصلت على ترخيصها الصناعي ولم تُطالب بإنشاء محطة تكرير كون المصنع ينتج موادا غذائية غير ضارة بالبيئة، ولفت الى أنه "وبعد الادعاء علينا من مصلحة الليطاني وضمن المهل الإدارية قمنا بتركيب محطة التكرير ايمانا منا بالمحافظة على البيئة ولم نعترض يوما سوى على التشهير بالصناعة اللبنانية".