جدران الذل تعزل ساحة النجمة... نواب يخافون شعبهم لا يعول عليهم!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

لبنان أمام مشهد سوريالي اليوم، نواب معزولون خلف جدران إسمنتية، حضور أمني كثيف متوثب لإطلاق قنابل مسيلة للدموع وهراوات ودورع وأقنعة واقية، وربما خراطيم مياه لزوم المشهد إياه، وستكون ساحة النجمة منطقة معزولة بالكامل عن بيروت، جزيرة منبوذة في بحر معاناة الناس محاطة بجدران الذل عند كل البوابات المؤدية إليها، فيما لم تقتنع السلطة السياسية أنها فاقدة لشرعية الشارع، فيما الناس وقد اكتووا بأعتى أزمة تواجههم منذ نشوء لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه.

كل ذلك وسط جدل واجتهاد حول دستورية الجلسات في ظل حكومة لم تنل ثقة المجلس، وتاليا لا دور لها في مـا سيناقشه النواب بالنسبة لمشروع موازنة لا علاقة لها به، وليست مسؤولة عن شيء لم تضعه، ولا قدرة لها على استرداده من أجل تعديله، أقله قبل نيلها الثقة، وذلك يعني حكما أن وجود الحكومة في المجلس سيكون ملتبسا، أو بعض "ديكور" يضفي بعضا من هيبة ضائعة.

سوريالية المشهد بين خارج الساحة وضعت مجلس النواب أمام حالة مزدوجة تعتبر سابقة برلمانية، وسط حكومة استقالت بعد ان أحالت لديه مشروع موازنة، يفترض دستورياً إقراره ضمن المهلة الدستورية، وليس من هروب من هذا الاستحقاق، وحكومة لم تنقل الثقة ويفترض بها ان تتبنى أو ان تدافع عن موازنة لم تشارك في وضعها، ولا حتى لها علاقة به، لكن عملية التشريع تحتاج، بحسب الدستور لوجود حكومة.

أما خارج الساحة ليس ثمة من يعلم حجم التحركات والاحتجاجات، ما يبقي المشهد ذاته مشرعا على احتمالات عدة، خصوصا وأن وحدات من الجيش اتخذت إجراءات أمنية استثنائية في محيط مجلس النواب والطرقات الرئيسية والفرعية المؤدية إليه، فيما قوى الأمن الداخلي جدّدت جغرافية منطقة العزل، اعتباراً من الساعة السابعة من صباح اليوم وحتى انتهاء الجلسة، وتمتد من حدود ساحة رياض الصلح وشوارع بلدية بيروت، فوش واللنبي.

نواب يخافون شعبهم لا يعول عليهم!







مقالات ذات صلة