الدكتور ذبيان يفجر مفاجأة... بين معتقلي ثكنة الحلو كوادر هامة من أحزاب السلطة (القسم الثاني)
سوزان أبو سعيد ضو
كما وعدنا في "إليسار نيوز"، بنشر القسم الثاني من المقابلة مع الدكتور جهاد نبيل ذبيان، والذي قدم دعاوى وإخبارات بحق متنفذين في الدولة، لدى جهات قانونية سواء منها المحلية والدولية، وضد الحكومة اللبنانية والمجلس النيابي والمجلس الدستوري لدى القضاء اللبناني وفي الأمم المتحدة، وهو ما يساهم بإيقاد شعلة الأمل في نفوس الشعب الثائر وبعد حوالي مئة يوم من انتفاضته التي اتفق على تسميتها بـ "ثورة 17 تشرين" وفي القسم الثاني، فسنبحث في محاور عدة ومنها: شركاء الوطن ودورهم في الثورة والحراك، دور السلطة الدينية في الأزمة، والموقف من حكومة حسان دياب وغيرها من المحاور.
"إليسار نيوز": ماذا عن شركائنا في الوطن؟ ما دورهم في الثورة والحراك؟
جهاد ذبيان: إن بعض الجهات اللبنانية المسلحة، باتت تستشعر أن قواعدها الشعبية، دخلت مرحلة الجوع، وها هي منطقة الضاحية تتحضر لانتفاضة، لتنضم إلى الحراك، فأبناء الضاحية، هم أبناؤنا، وأبناء الجنوب والبقاع هم أبناؤنا، هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب، وهم يجب أن يكونوا في مقدمة الحراك من الآن فصاعدا، بعد أن تبين لهم أن الحراك هدفه قوة لبنان، الدولة العادلة في لبنان، الدولة المنتجة في لبنان، والدولة التي تحقق الرفاهية والصحة المجانية وضمان البطالة والشيخوخة والتعليم المجاني وهذا سيحصل ونعد بذلك، إن قيادات هذه القوى المسلحة، وبعد ما يحصل في الإقليم عليها إعادة الحسابات، لكي لا تصل إلى مرحلة تصبح معها في حالة صدام مع الشعب اللبناني، وعليها أن تبدأ بالتفكير عميقا، في أن تكون ذراعا عسكريا لكل الشعب اللبناني، وحصن للأمن القومي اللبناني وللإقتصاد اللبناني، وهذه الفئة ناضلت وتعبت واستشهد العديد منها في الدفاع عن الوطن كما استشهد العديد منها في قضايا لا علاقة للبنان بها مطلقا، إنما بتقديرها الذي لدينا عليه ملاحظات استراتيجية، حاولت أن تحمي نفسها، وهي بالحقيقة تحمي نظما استبدادية اقليمية، آيلة إلى السقوط والزوال.
"إليسار نيوز": ما تعليقكم على دور السلطة الدينية في الأزمة؟
جهاد ذبيان: إن هذه الطبقة السياسية حمت نفسها، برجال دين ليسوا أقل فسادا منها، احتكروا النفوذ، والجاه والتمجد لصالح أسيادهم ومنعوا عن عامة الشعب، التمتع بأوقاف، مدرة ومنتجة للمال، تعطي خدمات مجانية لطوائفها وأبناء هذه الطوائف، وللأسف الآن الجوع انتشر، وفي كل الطوائف، وأبناء هذه الطوائف معنية باسترداد حقها في إدارة الأوقاف في مذاهبها، كما ومحاسبة رجال الدين، الذين استولوا على هذه الأموال والأوقاف، لصالح أسيادهم من السياسيين، وهذا ملف سيتم فتحه في زمن ليس ببعيد، إن كل مواطن لبناني بكى دمعة، سنبكيه بدلا منها من رجال الدين والسياسيين دما، على جرائمهم المقترفة باسم الوطن وباسم الله.
"إليسار نيوز": هل صحيح وجود أفراد ينتمون إلى أحزاب سياسية، اعتبرت معادية للحراك ضمن المعتقلين؟
جهاد ذبيان: من بين الموقوفين الذين سعينا لإخراجهم من قبل أهلهم واصدقائهم كان اسم ابن حبيب فياض وهو من المقربين لدائرة حزب الله، وقد تعرض للأذى الخطير جدا الذي هدد حياته بشكل او بآخر، كما ان هناك اسم له رمزية ودلالة وهو ابن شقيق عماد مغنية، أي إبن فؤاد مغنية، وهنا نتساءل لو كان عماد مغنية حيا الآن هل كان يرضى، بأن يبقى أبناء الضاحية خارج ثورة لبنان على الفاسدين، نتمنى أن يستوحي الموجودون من روح عماد مغنية، وأن يروا أن ابن فؤاد مغنية كأبنائنا تماما، فتوصيفه الدولي لا يعنينا، فهو نزل مع الحراك الى الشارع في المطر والشمس وفي ظروف صعبة جدا، نحن طبعا نعتب على من قام بأعمال تكسير واجهات المصارف وندعوهم ليكونوا في موقع الأخلاقي الأرفع أمام الفاسدين، لأن الفاسدون أقوياء، فتكسير واجهات المصارف لا يخدم قضية الحراك، التي هي قضية أخلاقية إنسانية بامتياز، اذا كنتم تريدون الإقتصاص من لصوص المصارف، إذهبوا إلى بيوت أصحاب المصارف، والسياسيين الذين لديهم حصصا فيها، هناك فقط يجب أن يكون الفعل الذي يجعل الأشخاص الذين خاضوا بأموال الناس ومستقبلهم يرتعدون خوفا.
إن قواعد الأحزاب ومنها حزب الله تنزل تدريجيا إلى الشارع، حتى أبناء الصف الثالث، فإن كان استدارة تدريجية فأهلا وسهلا به بين الثوار، وإذا كان ذلك دون رغبة وقناعة من قياداته فهذا خطر، على الحزب وعلى لبنان، لأن الحزب يساهم في حماية الشعب اللبناني من المخاطر الخارجية، ونحن يعنينا ألا تذهب هذه الورقة التي تشكل ورقة من أوراق القوة، للشعب اللبناني أن تذهب سدى على مذهب التناقضات والصراعات الدولية والإقليمية، فالفطن والعاقل استراتيجيا يفهم بأنه يجب ألا نقدم أي ورقة مجانا لأي طرف آخر، وقبل أن يكون هناك ضمانة وحصانة للبنان وأرضا وشعبا وثروات من الغير، سائدا كائنا ما كان هذا الغير، فإننا لا يجب أن نفرط في هذا السلاح طالما يخدم الأمن القومي اللبناني والأمن القومي الإقتصادي بخلاف الهواجس التي تعشش في رؤوس غير الفاهمين لطبيعة الحراك والثورة في لبنان، وهذا لا يعني مطلقا بأننا يجب أن نكون في لبنان في عداء مع المجتمع الدولي، لأن المجتمع الدولي له مصلحة أيضا في صيانة لبنان وأمنه ومستقبل شعبه وثرواته في إطار شراكات استراتيجية اقتصادية مستقبلية قد تكون هي مدخل لتحييد لبنان من الصراعات الإقليمية التي تعيش فيها دول المنطقة،
في الأيام الماضية، اخواني في الضاحية والجنوب كانوا معنا، وقد التحم شعبي المقاومة والحراك في مسيرة واحدة لاستعادة المال العام المنهوب، واذا كان قيادة المقاومة تخشى أمرا ما من محاسبة حاكم مصرف لبنان، وأصحاب المصارف، فإنها تقع موقع من يفرط بمصلحة الشعب لصالح نخبة فاسدة ومنافع خاصة نقدية مصرفية، واقتصادية محلية واقليمية، إن كل الأحزاب اللبنانية، وقواعدها الشعبية معنية اليوم، بالإنتفاضة على قياداتها الفاسدة، فأهلا باتباع كمال جنبلاط وموسى الصدر، انقلبوا على قياداتكم الفاسدة طهروا كياناتكم السياسية وانتم جزء عزيز على قلب الحراك، فالحراك نظيف لا يقبل الا من كان مثله، ولا تكترثوا للأصنام وللطواطم فهؤلاء هم من عمل الشيطان، وأنتم يا شعب لبنان العظيم، فعل من أفعال الرحمن أنتم من أبناء الأرض المقدسة، فلا تضيعوا بعبادتكم لأصنام فاسدة لا تغني ولا تسمن ولا حول ولا قوة لها الا منكم وعليكم للأسف، ان الإستبداد السياسي الذي حكم لبنان منذ مقتل علي بن أبي طالب، الى هذا التاريخ، يجب أن ينتهي وسينتهي على يد الحراك.
"إليسار نيوز": ما موقفكم من حكومة حسان دياب؟
جهاد ذبيان: إن الحراك يرفض حكومة حسان دياب ليس لأن شخص حسان دياب مرفوض فنحن لا نعرفه حتى جيرانه لا يعرفونه، إننا نرفض أن يكون حسان دياب دمية بيد الطبقة الفاسدة، وإننا نقدم عرضا لحزب الله أن رئيس الحكومة له ليضمن له أنه لن يتعرض لسلاحه، مقابل أن تكون الحكومة مجتمعة من الحراك المدني، الموثوق التقني المحترم دون تدخل المجلس النيابي غير الدستوري، من المفيد في هذا المقام أن نقول أن كل السلطات التي تسمى دستورية بالنص، هي في الواقع غير دستورية منذ اتفاق الطائف، وهذا اوضحناه في المراجعة التي قدمناها إلى المجلس الدستوري تحت رقم 1/2020 وبالتالي ليحذر هؤلاء الفاسدون بأن إمكانية إنتاج حكومة شعبية من الحراك استنادا إلى الدستور الدولي ممكنة للغاية، نحن نأمل ألا ينتهي عهد الرئيس عون، كما بدأ حياته السياسية، حكومتين متناقضتين، لكل واحدة منها مشروعها المناقض للأخرى، إنما مع الإشارة إلى أنه في العام 1989 كانت حكومة عون عسكرية أما الآن فهو يقود حكومة فاسدين، استعمار واذلال الشعب اللبناني ونهب خيراته سواء قصد ذلك أم لم يقصد، فإذا عرف ذلك ولم يعالج الوضع، فهذه مســألة خطيرة جدا، واذا كان لا يعرف فهذه أخطر.
لبنان يشكل نقطة ضوء للشرق الأوسط، والثورة اللبنانية تشبه بملامحها الثورة الفرنسية التي غيرت أوروبا، فلا تتواطئوا ولا تتآمروا على هذه الثورة، لأنها ستخلص شعوب الشرق الأوسط كلها من الإستبداد إلى أي جهة وإلى أي محور انتموا.
ان التغييرات الدولية العظمى ومحاولات اقصاء نظام عالمي لصالح نظام عالمي آخر أو الشراكة بين النظام العالمي الحالي والنظام المستقبلي الذي يعد نفسه للتوثب، يجب ان يحعلنا نفكر مليا في شعوب الشرق الأوسط من الإستغلال والتقاسم والتحاصص، ونهب ثرواتنا ومستقبلنا، إن هذه الأمة السامية العربية، والشعوب السامية الأخرى في عين الخالق، فلا تحاولوا أن تدوسوها بأقدام الشيطان.
"إليسار نيوز": كلمة أخيرة!
جهاد ذبيان: إن من يحاول الإستيلاء على الحراك بالدس وركوب الموجة، أقول له لن ينفعك هذا الجهد، إنك تضع جهودك في غير ما يجب، اذا كنتم أيها السياسيون تريدون لأبنائكم ولأحفادكم أن يكونوا لبنانيين مثل باقي الشعب اللبناني وأن يعيشوا بأمان ورخاء، ننصحكم بإعادة الأموال المنهوبة طوعا، لأنه لن ينفعكم أن تكابروا بعد الآن ولا تراهنوا على تعب الحراك وتعب الشعب، فأنتم تعرفون وتعلمون علم اليقين أن الجوع قوة دفع للثورة في وجوهكم، وقد تكون ملامح الحراك الثاني بعد حراك 2015، تعبت قليلا ولكن باتصال زمني ان يكون حراكنا الثالث قاضيا على ممالك الفساد التي تحتمون بها، إن المجتمع الدولي، عليه أن يبحث عن مستقبل لبنان وشعب لبنان وفيما هو يخص خلاص لبنان، مما هو فيه الآن وقبل أن ينظروا إلى مصالحهم، لأن المصالح النقدية والمالية والإقتصادية، متأرجحة في النفع، أما مصلحة جعل لبنان وطن حضاري، ينقل هذه الفكرة إلى جميع الدول العربية، هذا الأمر فيه مصلحة استراتيجية كبرى للمجتمع الدولي، وهو أساس في مكافحة الإرهاب، الذي للأسف نسب إلى هذه المنطقة، إننا نتطلع إلى يوم يصلي فيه، محمد ويسوع وموسى في صف واحد ويكون امامهم الله الذي خلق كل شيء خدمة للإنسان