العلماء يكشفون الآلية البيولوجية المسببة للشيب!
إعداد – يارا المغربي
قال الشاعر "عيرتني بالشيب وهو وقار يا ليتها عيرتني بما هو عار"، فالشيب مرتبط بالوقار، فضلا عن أنه في الموروث الشعبي "الشيبة هيبة"، أي أن الشيب يضفي مساحة جمال على المرء، لكن من جهة ثانية ثمة من يربط الشيب بالخوف، كأن يقال رأى مشهدا مروعا يشيب له شعر الرضيع، وتروي القصص الشعبية أن شعر الملكة ماري أنطوانيت شاب تماما قبل إعدامها بالمقصلة عام 1793 أثناء الثورة الفرنسية، في مثال صارخ على الشيب المرتبط بالتوتر والخوف.
لكن ما هو الشيب وما هي الآلية البيولوجية المسببة له؟
هذا ما أجاب عنه باحثون قالوا إنهم اكتشفوا كيف يحدث الشيب، إذ أن الأمر يتعلق بآلية "لا مفر من القتال" التي يستخدمها الجسم في مواجهة الخطر.
وبحسب "سكاي نيوز"، أجرى الباحثون تجارب على الفئران لدراسة كيف يؤثر التوتر على الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر المسؤولة عن صنع الخلايا الصبغية، وهي الخلايا التي تنتج الصبغة التي تعطي الشعر لونه سواء أسود أو بني أو أشقر أو أحمر أو ما بين هذه الألوان. ولدى الإنسان عادة نحو مئة ألف بصيلة شعر في فروة رأسه.
وكان الباحثون يشتبهون في أن الهجمة المناعية الناجمة عن التوتر تستهدف الخلايا الصبغية الجذعية، لكن هذه الفرضية لم تتأكد. وبعد ذلك بحثوا فيما إذا كان هرمون كورتيزول الذي يفرزه الجسم أثناء التوتر هو السبب، لكن ذلك أيضا لم يوصل إلى شيء.
ولكنهم وجدوا أن الجهاز العصبي الودي (السمبثاوي) الذي يتحكم في رد الفعل عند مواجهة الخطر أو ما يطلق عليه آلية "لا مفر من القتال" يلعب دورا محوريا. ويتكون ذلك الجهاز من شبكة أعصاب تمتد في كل مكان بالجسم بما في ذلك الجلد، حيث تمتد مثل شرائط تربط كل بصيلة شعر وتكون قريبة جدا من الخلايا الصبغية الجذعية.
وعندما تعرضت الفئران لألم قصير الأمد أو وُضعت في حالة توتر معملية أفرزت هذه الأعصاب مادة كيماوية تأخذها الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر التي تخزن الخلايا الصبغية.
وقالت يا تشيه شو الأستاذة المساعدة المتخصصة في الخلايا الجذعية وعلم الأحياء التجديدي في جامعة هارفارد "ذلك يعني أنها لا تترك شيئا. في غضون بضعة أيام يُستنفد مخزن الخلايا الجذعية التي تجدد الصبغة. وفور النفاد، لا يمكن تجديد الصبغة".
فهل يمكن تطوير علاج للشيب المرتبط بالتوتر أو ربما لتغيرات أخرى يحدثها التوتر في الأنسجة؟ هذا ما يمكن أن تجيب عنه دراسات في المستقبل.