مأزومية السلطة السياسية وخطابها الطائفي المقيت!
أنور عقل ضو
فيما كانت اللحظات الأخيرة قبيل تشكيل الحكومة تشهد مساومات تتقصد إرضاء رئيس "المردة" سليمان فرنجية والنائب طلال أرسلان، وسط مساومات بين التيار الوطني الحر وحلفائه، أطل رئيس الحكومة حسان دياب ليقول عقب الإعلان عن تشكيلته الحكومية، إنها "حكومة غير حزبيين لا يتأثرون بالسياسة وصراعاتها"، ليس ثمة من يعلم إلامَ استند الرئيس دياب في تبني مقولته هذه، وكيف لا يتأثر وزراؤها بصراعات السياسية؟ فيما أكد أيضا أن "كل وزير في هذه الحكومة تكنوقراط وبعيد عن الأحزاب أما التشاور فهو طبيعي مع الأحزاب".
المشكلة أن كل لبناني يعلم "حدود" التشاور هذا، ولا شيء يخفى على المتابع العادي بأن التحاصص جاء من باب وضع اليد على الحكومة وتقييد رئيسها، لكن يبدو أن دياب يراهن على وعي السياسيين وإدراكهم لخطورة المرحلة.
لا يمكن الحكم على النوايا، لكن حكومة تأخرت ولادتها إرضاء لهذا الفريق أو ذاك، ومن باب الإستئثار السياسي هي حكومة لا تمت إلى التكنوقراط بصلة حتى ولو كان أعضاؤها حائزين على درجة الأستاذية في مجالات تخصصهم الأكاديمي.
لا شيء تغير طالما الذهنية ذاتها، وحكومة سمتها التحاصص هي خاضعة حكما لمن سمى الرئيس دياب ولمن قدم له توليفة من "أكاديميين" يدينون بالولاء لمن أسماهم ليكونوا في حكومة هي نتاج آخر لمأزومية السلطة السياسية وخطابها الطائفي المقيت!