بعد انتشار أخبار عن تضورها جوعا... غزلان جزيرة عبد الوهاب شمالا بخير!
سوزان أبو سعيد ضو
لا زلنا في موقعنا "إليسار نيوز" نستمر بمتابعة أهم المستجدات في مجال البيئة والتنوع البيولوجي، على الرغم من تسليطنا الضوء في الآونة الأخيرة على الأوضاع السياسية والإقتصادية في وطننا لبنان، من جهة كون البيئة في صلب كافة الوزارات، لا بل من المفترض أن يكون التوجه للإستدامة أحد أهداف الحكومة الجديدة بحقائبها جميعا، ومن جهة ثانية، فإن موقعنا إخباري شامل، نحاول فيه الوصول إلى المواضيع التي تبحث كافة بدقة وموضوعية وتجرد، وقد لفت انتباهنا مؤخرا، انتشار فيديو يوثق تضور غزلان في جزيرة "عبد الوهاب" - أو جزيرة البقر، لوجود نوع من الأصداف يطلق عليها اسم البقر- في شمال لبنان جوعا، لدرجة أنها حاولت أكل قطعة خشب.
وفي هذا المجال، تواصل موقعنا "إليسار نيوز" مع المسؤول عن جزيرة عبد الوهاب محي الدين الترك، وأوضح لـ "إليسار نيوز" كافة التفاصيل، وقال: "جزيرة عبد الوهاب في البداية كانت جزيرة صحراوية، وقد بدأ الإهتمام بها في عهد وزير الشؤون الإجتماعية السابق رشيد درباس في العام 2015، حيث أراد أن يقدم لمدينة الميناء وطرابلس وأهل الشمال متنفسا وكمتنزه عام في وقت العطل والأعياد، وقد قمنا باستقدام العديد من الحيوانات الداجنة كالأوز والبط والكلاب وغيرها، بالإضافة إلى الغزلان، حيث تم استقدام غزال ذكر وغزال أنثى، وحاليا لدينا 4 غزلان وإحدى الإناث حامل، وستلد قريبا، وبسبب وجود الطعام، وما زرعنا من أشجار، أخذت الجزيرة تستقطب العديد من الحيوانات والطيور البرية".
وأضاف الترك: "الغزلان موجودة في حديقة مسورة مزروعة بالعشب وبالأشجار، وهي تلتهم كل ما يصل أمامها، وحتى الكرتون وأكياس النايلون، لذا نتابع صيانة الجزيرة وتنظيفها باستمرار، لما يمكن أن تشكل هذه الأشياء من خطر عليها وعلى الحيوانات المجترة الأخرى الموجودة، وهي مشكلة النفايات، التي نحاول الحد منها إلى أقصى حد، والتي تتطلب توعية وتثقيف بيئي متواصل".
وعن قصة الفيديو أشار الترك إلى أن:"هناك خشبة ليافطة على سور الحديقة، وضعتها البلدية لمنع وقوف السيارات هناك، وكعادة هذه الحيوانات، فهي تحاول قضم كل ما يصل إلى متناولها، وأخذت الأخبار تنتشر مفسرة خطأ، بأننا نقوم بتجويعها، ولا صحة لكل ما يتم تداوله، بل نحن نوفر لها، ولبقية الحيوانات الطعام الكافي وهي بحالة جيدة للغاية" كما أثنى الترك على المواطنين في الشمال، الذين يتبرعون ببعض الطعام لهذه الحيوانات.
ودعا الترك "جميع من يرغب بزيارة الجزيرة والإطلاع على أوضاع الحيوانات، ومن جهتنا نتابع صيانة الجزيرة بصورة متواصلة، وننتظر تحسن الطقس لمتابعتها بصورة متكاملة، كما وأن الوزير رشيد درباس يثابر على متابعة وضع الجزيرة وعملية صيانتها دوريا" كما لفت إلى أن الجزيرة تستقطب العديد من المواطنين مثل زيارات من قبل المواطنين ومجموعات الكشافة، لحضور المعارض الثقافية والفنية، والأمسيات الرمضانية وغيرها من النشاطات المتنوعة.
كما ولفت الترك، أن طبيبا بيطريا يتابع الحيوانات في الجزيرة بصورة دورية ويكشف عليها، ويقوم بإعطاء العلاجات واللقاحات المطلوبة للكلاب الموجودة في الجزيرة.
وبدورنا في موقعنا "إليسار نيوز"، نأمل أن تكون هذه المبادرة باكورة لمبادرات مماثلة، ولمناطق محمية نموذجية، يمكن أن تطبق على مساحة الوطن، وأن تتابع مثل هذه المبادرات، للحد من الزحف العمراني من إسمنت وزفت وكسارات ومقالع، على المناطق البرية، ما يساهم في إغنائها بالحياة البرية والتنوع البيولوجي، وأن تلقى الجزيرة اهتماما علميا من مراكز الدراسات في الجامعات، بهدف دراسة ما أضافت عملية تأهيلها على التنوع البيولوجي المتجدد فيها.