حكومة العهد الأخيرة؟!
أنور عقل ضو
لم نجد في تاريخ لبنان منذ الإستقلال إلى اليوم مثل هذا النزق السياسي غير المسؤول، لم نجد في كل المراحل والعقود والعهود من يهدم ليبقى، من يحتكم لنزواته فقط كي يؤكد حيثية منحه إياها الناس، لكنه يؤثر بعثرتها في توكيده على أنه يمثل قسما من اللبنانيين، ويملك أكبر كتلة برلمانية، وهو محكوم باستعادة حضور مسيحي "مستبلب"، فإذا به يقوض الدولة ويستبيحها شر استباحة.
لم نجد من هو ضد العهد أكثر من أتباع العهد أنفسهم، لم نجد من لم يتعلم من دروس الأمس البعيد والقريب، فإذا به يمعن استئثارا وكيدا اليوم، وكأن المسيحيين مصيرهم مرهون ببقائه في السلطة، بوزيرين إضافيين أو بعدد غير محدود من مسؤولي الفئة الأولى، ولا يعلم أن قيام الدولة القوية يمد كل الطوائف والمذاهب بأسباب القوة، وأن من يريد أن يستأثر يضعف الدولة مجتمعة.
لم نجد من يسيء إلى أكثر من المقربين إليه، مستشارين ومسؤولين حجبوا عن العهد ما يواجه اكل لبنان من معاناة، ووقفوا سدا منيعا كي لا يتناهى للعهد صوت المعذبين والمكلومين، فيما كل مواطن لبناني ينوء تحت حمل صليبه ويمشي في جلجلة الآلام، ولا يني من يسيء للعهد يكابر، تحاصصا حد خسران كل شيء.
حكومة الرئيس المكلف حسان دياب، بغض النظر عن وزرائها، هي نتاج سياسة تريد إفشال العهد وإسقاطه، وأصعب الطعن ما يأتي من ذوي القربى، حكومة لن يكتب لها النجاح، وقد لا يتاح لها الوقت لالتقاط صورة تذكارية، وربما تكون حكومة العهد الأخيرة، إذا ما بقي لبنان ولبنانيون!