إلى دولة الرئيس الفرزلي... لبنان بين "عنجر" الوصاية سابقا و"عنجر" الإستئثار اليوم!
أنور عقل ضو
متانة اللغة وقوة البيان وفن الخطابة والتبحر في لغة الضاد مهم لأي مسؤول في وقت نجد فيه ركاكة عربية، ولسان مسؤول يرطن بلغة أعجمية، وننوه في هذا المجال بدولة نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، لكن ما لفت انتباهنا تصريحه اليوم وقوله "في تاريخ لبنان السياسي لم تتعرض الشرعية السياسية في البلد للاهانة التي تتعرض لها اليوم"، ولأن دولته نبش في دفاتر الماضي ردا على النائب سامي الجميل، في قوله "الزعران ما كانوا خاضوا معركة تبرئة والدك من تهمة طائرات "البوما"، فالأمر يتطلب تنويها بسيطا لجهة أن لبنان أهين سنوات طويلة يوم كانت تشكل الحكومات في عنجر، يومها لم تكن ثمة رؤوس حامية – مفارقة!
أما نقد دولته للنائب الجميل فهذا شأن تفصيلي، ولسنا لندافع لا عن الجميل ولا عن سواه، ولكن في موضوع الحكومة، كنا ننتظر من الرئيس الفرزلي تبريد جبهة "المستقتلين" على حصد الوزراء المسيحيين، وكنا نتوقع أن يعود دولته ناظما للحياة السياسية في لبنان، أو أحد ناظميها، وهو يملك من مؤهلات تمكنه من لعب دور أكبر في هذا المجال، وهو المشهود له في مواقف ومحطات دقيقة مر بها لبنان، ولعب أدوارا استثنائية كنا ننتظرها منه اليوم!
نعم يا دولة الرئيس لبنان أهين في عنجر، لكن يبقى ثمة سؤال: لماذا لم تكن هناك رؤوس حامية في عهد الوصاية؟
في كل الأحوال، من عهد الوصاية إلى ما نحن اليوم، يبدو أن لبنان يراوح بين "عنجر" الوصاية سابقا و"عنجر" الإستئثار اليوم!