أحزاب السلطة الطائفية... أسباب قوتها وسبل المواجهة!

مشاركة


لبنان اليوم

عبد الناصر المصري

ان تنهار دولتنا دون أن يترافق ذلك مع انهيار الأحزاب الحاكمة، فهذا مدعاة للتساؤل والتعجب، علماً بأنها تضررت وتعمل حالياً على تجميل صورتها لاسترجاع قوتها.

1- اسباب القوة:

بموازاة أهدافها ومبادئها المعلنة، والتي تتماشى مع تلك المعتمدة في الدول المتقدمة والمتطورة. فإنها تعتمد مبادئ وأهداف غير رسمية، ولكنها هي الأساس في إقناع جمهورها الطائفي المذهبي، وهذه تتلخص بالتالي:

هذه الأحزاب وزعاماتها تقنع جمهورها بانها هي مصدر امنها العسكري والاقتصادي والديني. فتعيد جمهورها دائماً إلى مرارة حقبات تاريخية أليمة لصراعات طائفية مع طوائف أخرى، وبالتالي فالضمانة هي التوحد تحت راية هذه الأحزاب الطائفية وزعاماتها، وبذلك تدغدغ مشاعر المتدينين ورجال الدين الذين يصبحون ضمانة ودعامة اساسية لها.

ومع انهيار الأوضاع الاقتصادية، تقوم هذه الأحزاب وزعاماتها بالوقوف الرمزي إلى جانب جمهورها الفقير لتبقيه على قيد الحياة، على قاعدة قول الشاعر:

"أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم...".

2- كيفية المواجهة:

من الحقائق الدامغة الواجب تسليط الضوء عليها لفضح الاعيب هذه الأحزاب هي:

- ان الصراعات الدموية داخل كل طائفة لا تقل دماراً عليها من تلك التي تحصل مع الطوائف الأخرى، كمثل مجزرة معركة عين دارة بين القيسيين واليمنيين الدروز، أو المعارك بين الأحزاب المسيحية خلال الحرب الأهلية... إلخ.

- ان إفلاس دولتنا ناتج عن الفساد الذي ترعاه أحزاب السلطة او تغض النظر عنه. وتلك الأموال التي تصرفها على جمهورها، بمعظمها، ما هي إلا تلك المسروقة من جيوبها ومن الخزينة العامة ومن التعامل - العمالة مع دول اجنبية.

- ان الضمانة للحريات الدينية تأتي من خلال أنظمة مدنية علمانية كتلك المنتشرة في الدول المتطورة التي نتسابق ويتسابق مسؤولو تلك الأحزاب للحصول على جنسيتها. علماً بأن لبنان لا يعادل جزءاً من مدينة منها. وبالتالي، فلا مصداقية للقول بأن لبنان "غير شكل"، و "ما بيظبط إلا هيك".

- التعاون والتضامن بين الاهالي للوقوف إلى جانب الفقراء، والضغط على أجهزة الدولة للقيام بدورها الرعائي، هما المساعدان في منع أحزاب السلطة الطائفية من إعادة تضليل الناس لاعادتهم إلى كنفها.

 







مقالات ذات صلة