شركة إماراتية تخطط لإنتاج طن من الطماطم "البندورة" يوميًا في الصحراء!
رصد وترجمة: سوزان أبو سعيد ضو
بينما يشهد القطاع الزراعي في لبنان، وعلى الرغم مما لديه من مقومات طبيعية لإنتاج أفضل المحصولات، من خسائر وخيمة، أدت وتؤدي إلى هجرة المزارعين لأراضيهم، وسط مضاربة من الأسواق الخارجية للمزروعات اللبنانية، بدأت الإمارات العربية المتحدة UAE، مشاريع طموحة ومنتجة زراعيا، وتهدف للحد من التصدير، بهدف المضي في مسار الإستدامة بالتقليل من الإستيراد وما ينتج عنه من تلويث للجو نتيجة النقل الجوي بمعظمه، فضلا عن تزويد المجتمع الإماراتي بإنتاج محلي وبتقنيات حديثة، وفي هذا المجال، سيتمكن سكان الإمارات العربية المتحدة قريبًا من شراء منتجات طازجة بعد الكشف عن خطط لزراعة طن من الطماطم "البندورة" يوميًا في صحراء أبو ظبي.
فقد أعلنت شركة مدار فارمز Madar Farms في دبي أنها ستفتتح منشأة مغلقة تعتمد التكنولوجيا الفائقة بنهاية العام على مساحة 7000 متر مربع.
ويقال إن هذه المنشأة هي أكبر مشتل من نوعه على مستوى العالم، كما أنها أكثرها كفاءة في استخدام المياه، وتستخدم إضاءة LED لتنمية النباتات بدلاً من أشعة الشمس، وتم الإعلان عنها في أسبوع أبوظبي للاستدامة Abu Dhabi Sustainability Week المنعقد بين 11 و18 كانون الثاني/يناير 2020.
ومن المخطط أن يتم إنتاج أكثر من طن من الطماطم في الموقع يوميًا، مع استخدام أساليب النمو العلمي باستخدام المياه بنسبة 30 بالمئة أقل من تلك المستخدمة في البيوت البلاستيكية التجارية، كما إن تقنية وموقع المزرعة الداخلية تمكن المختصين من عدم الإستعانة بالمواد الحافظة، حيث تنتقل الطماطم من المزرعة إلى المائدة في غضون ساعات.
وقال عبد العزيز الملا، الرئيس التنفيذي لمزارع مدار: "ليس هذا أكثر إنتاجية فحسب، ولكننا قادرون على الزراعة في المناطق الصناعية، في وسط الصحراء"، وأضاف:"من خلال النمو في الأماكن المغلقة، فهذا يعني أن البيئة يتم التحكم فيها بشكل كامل لجهة الأوكسجين أو درجة الحرارة أو العوامل البيولوجية."
وأشار الملا إلى أنه "على الرغم من أن المزرعة كانت عملية تجارية، فإن المشروع يتماشى بشكل جيد مع طموحات حكومة الإمارات لتحسين كفاءة المياه وتقليل اعتماد الدولة على واردات الأغذية".
وقال وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني الزيودي:"في هذا الأسبوع فقط، فإن ما يصل إلى 90 بالمئة من الأغذية في دولة الإمارات، تأتي من بلدان أخرى" ووصف الوضع بأنه "محفوف بالمخاطر للغاية" و "غير مستدام".
ولدى Madar Farms خطط بالفعل لبناء المزيد من هذه المنشآت في المستقبل، حيث سيتم زراعة محاصيل أخرى داخل الأماكن المغلقة باستخدام طرق مماثلة، ويعتقد السيد الملا أن شركته ستجذب قريبًا المزيد من الشركاء والدعم.
وقال: "إن العقبة التي نواجهها والتحدي الذي نحاول معالجته، كبير للغاية ومطلوب لدرجة أن هناك حلفاء وشركاء من كل الإتجاهات"، وأضاف:"نظرًا لاستمرار نمو السكان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وزيادة التركيز على الاستدامة، ستساعد المزرعة الجديدة على تلبية هذا الطلب المتزايد، وإعطاء المستهلكين الإماراتيين المزيد من الخيارات للاستمتاع بأفضل المنتجات الطازجة المزروعة محليًا."
من بين مساحة 7000 متر مربع، سوف تستوعب مساحة الزراعة 5000 مترا مربعا، وسيتم بناء المزرعة في منطقة خليفة الصناعية في أبو ظبي، وهو موقع تم اختياره لأنه يقع بين أبو ظبي ودبي، ما يتيح نقل المنتجات الطازجة بسرعة إلى أكبر مركزين سكانيين في البلاد.
وفي هذا المجال، فلن يتم تسليم المغذيات للنباتات من خلال التربة ولكن في المياه باستخدام طريقة تعرف باسم الزراعة المائية hydroponic farming، كما سيتم بناء مزرعة خضراء داخلية لتلبية الطلب المتزايد على النباتات العشبية الصالحة للأكل.
وقال رئيس العمليات في Madar Farms كايل فاغنر: "نحن فخورون للغاية بالإعلان عن إنشاء أكثر مزارع الطماطم كفاءة في استخدام المياه في العالم"، وأضاف:"سوف نتأكد من أننا نحقق تأثيرًا مستدامًا على المدى الطويل. في الداخل، سوف نستخدم التكنولوجيا الرائدة لتقليل استهلاك المياه إلى الحد الأدنى وسنزرع أيضًا نباتات خضراء معينة".
"سنقوم بتقديم المنتجات الطازجة، من المزرعة إلى الشوكة، خلال 24 ساعة على أساس ثابت"
المصادر: thenational.ae ووكالات