إلى الرئيس المكلف... الشعب اللبناني لن يكون "مكسر عصا"!
سلام ناصر
حمل بيان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الدكتور حسان دياب مساء أمس رسائل عدة، من بينها تمسكه بـ "حكومة تكنوقراط مصغرة تؤمن حماية اللبنانيين في الزمن الصعب وتنسجم مع تطلعاتهم، ولديها مهمة محدّدة عنوانها إنقاذ لبنان"، وهي الرسالة الأولى، وقصد بها حلفاءه ومن تبنوا تسميته للتكليف، وعلى نحو خاص التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي (أمل حزب الله)، خصوصا وأن ثمة تسريبات أكدت أن هناك توجهات لتفعيل عمل حكومة تصريف الأعمال، في وقت بدا فيه أن الرئيس المستقيل سعد الحريري غير مبال بأوضاع الحكومة وهو غائب عن السمع، وكأنه "يراهن" على فشل واعتذار دياب.
أما الرسالة الثانية، فقصد بها الفريق السياسي المتحفظ على تسميته والرافض المشاركة في الحكومة، خصوصا مع تأكيده في البيان على جملة من الثوابت: "حكومة مصغرة من 18 وزير ووزيرة، فصل النيابة عن الوزارة، حكومة اختصاصيين غير حزبيين، مشاركة المرأة بحصة وازنة، إلغاء منصب "وزير دولة" وعدم مشاركة وزراء حكومة تصريف الأعمال التي أسقطها الحراك الشعبي.
والرسالة الثالثة أرادها للناس والمنتفضين في وجه الأزمات خصوصا، وتأتي في محاولة لكسب الجمهور الممتعض من تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية، أما الرسالة الأهم، فأرادها "مباشرة" إلى دار الفتوى بشكل خاص والشارع السني بشكل عام، خصوصا لجهة تأكيده أنه لن يقبل أن "تصبح رئاسة الحكومة مكسر عصا".
وفات الرئيس المكلف أن الشعب هو الذي بات مكسر عصا وسط تجاذبات السياسيين وتأخر التأليف، وفاته أيضا أن ثورة الناس مستمرة، ولا يمكن أن يتحول الشعب اللبناني مكسر عصا السياسيين مهما بلغ شأنهم!