هل ينتصر الإنسان على السرطان بـ "جزيئات أوكسيد النحاس"؟!

مشاركة


صحة وجمال

إعداد – إيليانا عبود

هل هي الخطوة الأولى للقضاء نهائيا على مرض السرطان؟ وهل يمكن أن نصل يوما إلى مواجهة المرض القاتل بعلاجات شافية ونهائية؟ وهل ينتصر الإنسان على مرض استعصى وأزهق أرواح الملايين؟

هي أسئلة نسوقها في هذا المقام، استناد إلى دراسة ألمانية أشارت إلى أن علماء تمكنوا من علاج السرطان ومنع عودته لدى الفئران، من خلال استخدام جزيئات معدنية صغيرة مصنوعة من النحاس.

تجربة واعدة

واعتبرت "ديلي ميل" البريطانية أن ما تحقق يمثل تجربة واعدة، إذ حقنت مجموعة من الفئران المختبرية، التي أصيبت بالسرطان، بجزيئات أوكسيد النحاس التي أُنشئت خصيصا لهذا الغرض.

تجدر الإشارة إلى أن أوكسيد النحاس يأتي من النحاس والأوكسجين، وقد صممه العلماء على شكل جسيمات متناهية الصغر، وأدق بمئات المرات من شعرة الإنسان، وحقنوا الناتج داخل الأورام في الوقت نفسه، الذي أعطوا فيه العلاج المناعي للفئران، وهو علاج قوي يستخدمه الأطباء بالفعل. وتبين أن السرطان اختفى تماما، وعندما حُقنت الخلايا السرطانية في أجسام الحيوانات مرة أخرى، دمرها الجهاز المناعي على الفور، بحسب "روسيا اليوم".

وكما في أي دراسة يبقى التحدي متمثلا في إجراء التجارب على البشر، ويأمل العلماء أن يحل العلاج الجديد مكان العلاج الكيميائي المرهق لما يصل إلى 60 بالمئة من أنواع السرطانات.

أكاسيد المعادن

وفي هذا السياق، قال كل من البروفسور ستيفان سوينن والدكتورة بيلا مانشيان، من جامعة KU Leuven في ألمانيا، اللذين عملا معا في الدراسة: "إذا حقنا أكاسيد معدنية بكميات كبيرة، فقد تكون خطيرة. ولكن في المقياس النانوي وفي التركيزات الخاضعة للسيطرة والآمنة، يمكن أن تكون مفيدة بالفعل".

وأضاف سوينن: "على حد علمي، هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها استخدام أكاسيد المعادن لمحاربة الخلايا السرطانية بكفاءة من خلال تأثيرات مناعية طويلة الأمد في النماذج الحية. كخطوة تالية، نريد إنشاء جسيمات نانوية معدنية أخرى، وتحديد الجزيئات التي تؤثر على أنواع السرطان".

دمج العلاج

ومن المعروف أن المعادن سامة للخلايا الحية وتسبب أضرارا جسدية لها، بالإضافة إلى تعطيل الحمض النووي ووقف التكاثر بشكل طبيعي. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل تلوث الهواء ضارا جدا، كما أن التعرض للرصاص، على سبيل المثال، يمكن أن يسبب أمراضا خطيرة.

ومن خلال تسخير كميات ضئيلة جدا من هذا الخطر، واستهدافه مباشرة لأورام السرطان، تمكن الباحثون من تدمير نمو معين. ودمجوا العلاج مع العلاج المناعي، وهو وسيلة طبية لإطلاق العنان للجهاز المناعي في الجسم، وإتاحة قدرة خلايا الدم البيضاء على تدمير الورم.

كما عمل باحثو جامعة KU Leuven مع آخرين من جامعة بريمن ومعهد ليبنيز لهندسة المواد، وجامعة Ioannina في اليونان، أما الدراسة فشرت في مجلة Angewandte Chemie International Edition، وفق لـ "ديلي ميل".







مقالات ذات صلة