جبران باسيل... و"الصندوق البرتقالي" للحكومة "المنكوبة"!

مشاركة


لبنان اليوم

سلام ناصر

أقسى الكوارث تلك التي تصيب قبل أن تحدث، تماما كما هو حال لبنان اليوم مع "النكبة الحكومية"، فالحكومة لم تتألف لغاية الآن، لكنها نكبت لبنان وستنكبه أكثر إن تأخرت ولادتها، خصوصا وأن البلد منكوب منذ حكومات سبقت، لكن اليوم ثمة واقعا مختلفا تماما، فأي تأخير يعني تدهورا اقتصاديا أكبر وانهيارا ماليا أخطر، والأنكى أن جل أهل السياسة يدركون هذه الحقيقة، ولا تهتز ضمائرهم حيال ما يواجه الناس من إذلال اليوم وجوع غدا.  

صار هاجس الناس الحصول على راتب آخر الشهر، وسحب مئة دولار من بنك، فيما هناك اليوم من يتضورون جوعا ويلسعهم البرد والصقيع، أما المسؤولون فلا هم لديهم إلا الميثاقية، ظنا منهم أن ميثاقيتهم تطعم جائعا وتبلسم جراح فقير، أو تبعد شبح الموت عن مريض ما عاد في مقدوره توفير الدواء ومستلزمات الإستشفاء والعلاج.

وما يزال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يتحدث عن الميثاقية، علما أن الأمر لا يحتاج إلى حسابات معقدة، ولا إلى نظريات سياسية واقتصادية، وكل ما نحتاجه اليوم حكومة تمثل الطوائف دون أن يكون وزراؤها من الأتباع سياسيين أم تكنوقراط، مشكلة باسيل أنه "يدافع" عن حقوق المسيحيين وفق معاييره الخاصة، ولا يهنيه من قريب أو بعيد حقوق اللبنانيين، وهو ليس استثناء عن سائر القوى السياسية، لكنه الأكثر اندفاعا من سائر رموز السلطة في فلسفة الميثاقية!

ومن يريد أن يعرف لماذا تأخر التأليف، ما عليه إلا العثور على الصندوق البرتقالي للحكومة المنكوبة!

 

 

 







مقالات ذات صلة