حكومة توكنوسياسة... وبيض فاسد بالإنتظار!
سلام ناصر
يبدو أن أحدا غير مستعجل تشكيل الحكومة ويتذرع بوحدة المعايير حينا، والميثاقية أحيانا أخرى، فضلا عن ضرورة مراعاة التوازنات واحترام "الكوتا" والحصص لكل طائفة بالعدل والقسط، ومن ثم لماذا العجلة والتعجل والإستعجال؟ ففي التأني سلامة وفي السرعة ندامة، ولبنان قادر على الإنتظار سنة أو سنتين تصريف أعمال، وبالأساس البلد قائم تاريخيا على تصريف الأعمال، والحكومات ديكور رسمي لشرعنة الحكم والأحكام والإحكام على نفس المواطنين.
لبنان الدولة الثالثة عالميا من حيث المديونية، فنسبة الدين العام إلى الناتج المحلي تتجاوز الـ 150 بالمئة، فيما يبلغ إجمالي الديون المستحقة على لبنان نحو 86 مليار دولار، و"الخير لقدام"، وسبق لبنان كل دول العالم الثالث في مديونيته وفي ارتقائه مراتب عليا على سلم الفساد، وكل ذلك لم يحرك ضمائر المسؤولين، فهم، إما "ميثاقيون"، وإما "توازنيون" محكومون بوحدة معايير لا معيار واحد فيها له معيار وطني ومنطقي.
بين التكونوقراط والتوكنوسياسة ضاع لبنان، ويصح المثل المعروف مَن قبل، البيضة أم الدجاجة؟ وحيال ذلك، يبدو أن ثمة مهندسي سياسات حكومية يريدون حكومة مطواع، تتيح لهم "البيضة مين باضها والدجاجة مين جابها"، وبالإنتظار ثمة بيض فاسد "بالستي" قابل للإنطلاق، وإن غدا لناظره قريب، وقريب جدا!