"حكومة جبران باسيل الثانية"... صفعة واحدة لا تكفي؟!
أنور عقل ضو
ما الذي تغير في موضوع تشكيل الحكومة؟ وماذا ينتظر اللبنانيون من طبقة سياسية أفلست؟ وأية معايير يمكن أن تشكل على أساسها حكومة قادرة على النهوض بلبنان؟
حتى اللحظة، ما زال وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر يقرر ويفاوض ويهندس، يزكَّي فلانا ويستبعد آخر، ينسق مع سائر القوى الحليفة، راسما وحده خطوات يحدد فيها حدود ما يراه في مصلحة تياره السياسي بقصد وضع اليد والهيمنة والإستئثار، وكأن المطلوب اليوم رسم توازنات سياسية فيما البلاد تغرق والأخطار تتفاقم محليا وإقليميا.
لم يتعلم باسيل حتى الآن أن القوة في لبنان ليست إلا بعض أحلام خائبة وجائفة، ورغم الدرس والصفعة التي تلقاها إثر اندلاع ثورة 17 تشرين بدا أنه استوعب ما حصل في الأيام الأولى فقط، ليعود إلى ما كان عليه محكوما بطوباوية سياسية غالبا ما أسقطت رؤوسا كبيرة، فكم بالحري بالنسبة لباسيل وفي جعبته الكثير من الإخفاقات والسقطات وغياب الإنجازات خصوصا في وزارة الطاقة؟
وتاليا، هل تؤتمن "حكومة جبران باسيل" الثانية على لبنان ومصيره فيما المكتوب يقرأ من عنوان التكليف والتأليف؟ ومن ثم ألا يعلم باسيل وحلفاؤه أن اللعب بنار الوقت سيفضي إلى الإنفجار؟
كان الله في عون اللبنانيين، وقد كتب عليهم أن يسقطوا حكومتين في زمن قياسي، الأولى لفظت وتلفظ أنفاسها، والثانية لم تولد بعد، وأن صفعة واحدة لا تكفي!