سلام ناصر

صدفة قد تبدو غريبة أن ينفذ تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" هجوما استهدف جنودا عراقيين، قتل منهم ثلاثة فيما تم أسر رابع في كركوك، بعد ساعات قليلة على تصويت البرلمان العراقي أمس الأحد على خمس فقرات، أهمها إلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الارهابي، وإنهاء تواجد أي قوات أجنبية في البلاد ومنع أي منها من استخدام الاجواء العراقية تحت أي ذريعة ولأي سبب كان، فضلا عن حصر السلاح بيد الدولة.

وجاء تصويت البرلمان بعد اغتيال قاسم سليماني بغارة أميركية في بغداد، وسط توجه لإلزام الحكومة تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية.

التوقيت بين تصويت البرلمان العراقي على قرارات مهمة تستهدف الوجود الأميركي في بلاد الرافدين، وبين العملية العسكرية لـ "داعش" قد لا يكون منفصلا عن توجه أميركي قضى بـ "تنشيط" وإطلاق يد "داعش" عبر عصاباته المتوارية وخلاياه النائمة مرة جديدة، للقول إن وجود أميركا والتحالف الدولي ضرورة لأمن العراق.

في كل ما سبق، ومنذ نشوء "داعش" إلى اليوم ثمة أسئلة كثيرة ربما تجيب عنها السنوات المقبلة، لجهة أن تنظيم "داعش" صناعة أميركية!