وأخيرا: بعد موجة الحرائق الكارثية... أمطرت في أستراليا!
"إليسار نيوز" Elissar News
وهطلت الأمطار أخيرا على أستراليا، وبالتحديد على مدينة Eden لتنعش الآمال، بأن تنخفض حدة ووتيرة الحرائق وبعد أكثر من 200 حريقا طاول مناطق عشبية في الساحل الشرقي لأستراليا، في موسم الحرائق الحالي، وامتدت على مساحة تقدر بـ 3.6 مليون هكتار (60 ألف كيلومتر مربع)، أي ما يساوي ضعف مساحة بلجيكا (أي أربع أضعاف مساحة لبنان) مخلفة وراءها 23 قتيلا وخمسة مفقودين، وما يزيد عن جثث لكائنات حية قدر عددها بما يزيد عن نصف مليار حيوان، واحتراق حوالي 1365 منزلا، كما أتت النيران على معظم محمية فليندرز تشيز في جزيرة الكنغر وهي تحتوي على أنواع عدة من الحيوانات ومنها كما تدل التسمية على حيوان الكنغر وحيوان الكوالا، وهذه حصيلة أولية للكارثة الكبيرة التي لحقت بأستراليا وهي كارثة لا تقدر بثمن.
ولكن من المتوقع، ومع ارتفاع درجات الحرارة، فقد وصلت في سيدني إلى 45 درجة مئوية، ومع الرياح غير المستقرة، فإن الخطر كبير بتجدد في الحرائق.
ويوم السبت الماضي، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي Scott Morrison، إرسال أكبر سفينة حربية أسترالية HMAS Adelaide للمساعدة في عمليات الإخلاء، وإرسال 3 آلاف جندي من الاحتياط للمساعدة في مساعي إطفاء الحرائق.
وواجه موريسون انتقادات حادة بسبب تقاعس حكومته عن حرائق الغابات، التي اشتعلت فيها النيران منذ أيلول/سبتمبر الماضي، وحول سياسات حكومته المتعلقة بتغير المناخ، والتي انتقدت باعتبارها غير طموحة وغير فعالة في الحد من الانبعاثات.
وبسبب الرياح القوية المتغيرة الإتجاه، ودرجات الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية، وظروف الجفاف الواسعة النطاق، فإن أكثر من 200 حريقا اشتعلت فيها النيران بقوة بحيث تشكلت أنظمة "طقس خاصة بها"، بل تسببت في صواعق برق أدت إلى حرائق جديدة، من خلال السحب البايروكومية pyrocumulonimbus.
تغير المناخ
ومنذ العام 2010، يحذر الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ من أن التغير المناخي الناتج عن العوامل البشرية سيضاعف من شدة وتواتر الحرائق في أستراليا وأفريقيا والقارة الأميركية وحول العالم، وقد شهدت أستراليا بالذات في السنوات الأخيرة انخفاضا كبيرا وصل إلى 20 بالمئة في نسبة المتساقطات مقارنة بسبعينيات القرن الماضي، وهذا الأمر أدى إلى اكتمال عناصر الحرائق وعددها أربعة هي توفر الوقود، وجفاف هذا الوقود، وظروف مناخية تساعد على انتشار النيران السريع ، وشرارة ومنها صواعق البرق التي عملت على اشتعال عدد منها، وقد ساهم انخفاض نسبة المتساقطات في جفاف مناطق واسعة من الأراضي، وتدهور في الغطاء النباتي الذي يساهم في ازدياد الرطوبة المحلية، وهي عوامل إضافية عملت على انتشار الحرائق وازدياد رقعتها وشدتها.
وعالميا، وخلال العام الماضي، فقد ارتفع عدد الحرائق بين كانون الثاني/يناير وأيلول/سبتمبر 2019 بنسبة 41 بالمئة بالمقارنة مع العام 2018، ولا زلنا نذكر حرائق الأمازون، وما حصل من حرائق في لبنان أيضا، ونرفق بهذا المقال بعض الصور، مع تحفظنا عن نشر العديد من الصور المؤلمة لما طاول الحيوانات البرية هناك.
المصادر: الغارديان، الجزيرة، الحرة، Quartz ووكالات.