بالفيديو... توثيق وجود الدب البني السوري في جرود عرسال!
سوزان أبو سعيد ضو
سوزان أبو سعيد ضو
تمكن الخبير في مجال الإقتصاد، والهاوي في مجال التصوير البري الدكتور حسان عياش من توثيق مشاهدات للدب السوري (الدب البني السوري) Syrian brown bear وعلميا Ursus arctos syriacus الذي وثق ظهوره بالفيديو في نهاية هذا العام، في جرود عرسال في السلسلة الشرقية لجبال لبنان في منطقة الحدود السورية اللبنانية، علما أنه وثق هذا الأمر للمرة الأولى في الأيام الاخيرة من العام 2016 أيضا، في جرود بلدة نحلة – قضاء بعلبك.
وفي التفاصيل فقد لفت الزميل والخبير البيئي مصطفى رعد انتباهنا لهذه المشاهدة النادرة، إذ كتب على صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك": "هيدا ديسم (صغير الدب) من فصيلة الدب البني السوري في جرود عرسال. في هذا التوقيت أيضاً ظهر ديسم مع والدته في العام 2017 في المكان نفسه بسبب قرب الحدود السورية من الحدود اللبنانية، الدب البني السوري هو جزء أساسي من البرية اللبنانية، والدب نفسه موجود في لبنان وسوريا والعراق وتركيا، ولكن الصيد الهمجي أدى إلى انقراضه في لبنان"، ليزودنا لاحقا باسم الناشط الدكتور حسان عياش الذي وثق هذا الأمر وتمكنا من التواصل معه حول هذا الموضوع.
تجدر الإشارة إلى أنه وبحسب الخبير جورج طعمة فقد شوهد آخر دب من هذه الفصيلة في لبنان في عشرينيات القرن الماضي.
وأكد عياش لموقعنا "إليسار نيوز" أنه قد وثق في العام 2016 وبالفيديو أيضا أنثى دب مع صغيرها "ديسم" على الثلوج في جرود بلدة نحلة – قضاء بعلبك، والتي قال أن "هذا هو الموطن الأصلي لها، ولكنها تجوب المنطقة وتصل إلى الأرز جهة بشري".
وقال عياش: "الفيديو الذي صورته جاء بالصدفة في 22 كانون الأول/ديسمبر 2019، وهذه هي المشاهدة الخامسة للدب السوري اللبناني (كما يسميه عياش) خلال السنوات السابقة، علما أن المنطقة التي يتواجد فيها على ارتفاع يتجاوز ألفي متر ووعرة للغاية، وعدد قليل يصل إليها، ما ساهم بحماية الأنواع الموجودة".
ولفت عياش في حديثه لـ "إليسار نيوز" إلى أن: "هناك عدة مشاهدات منها لأنثى دب مع صغيريها في منطقة الأرز، والفيديو الأخير هو في منطقة جغرافية تضاريسها الجغرافية صعبة للغاية، وتتطلب تجهيزات وخصوصا ليلا، إذ تتدنى فيها درجة الحرارة إلى ما دون الخمس درجات تحت الصفر كما وتحتاج لإذن خاص"، وأضاف: "أعدادها قليلة في الجهة اللبنانية من الحدود بسبب الحرب والإهمال، أما في الجهة السورية فهي تتكاثر بوتيرة جيدة، وتأتي منها إلى لبنان، خصوصا وأن وزارة البيئة السورية تعمل على المحافظة عليها، كما وأن مربي الماشية يقدمون لها بعض اللحوم والطعام لتستمر، وبسبب شح موارد الغذاء الأساسية وخصوصا طعامها الرئيسي وهو اللحوم والأسماك، فهي تعتمد على الفواكه".
وعند سؤاله عن هذه المشاهدات خلال الشتاء ومسألة البيات الشتوي قال عياش: "هذا النوع من الدببة لا يقوم بعملية البيات الشتوي، لشح الموارد، وبالتالي لا يخزن الدهون وحجمه صغير بالمقارنة مع غيره من الدببة في العالم، فهو معرض للموت جوعا، لذا تمكنا من مشاهدته أثناء الشتاء كونه يبحث عن الطعام".
وأكد عياش أنه شاهد نوعا من القطط البرية لديها آذان مرتفعتين بآخرها وبر، وهي أكبر من القط العادي وأصغر من الكلب، والثعالب التي استطاع استدراجها بوضع اللحوم لها، فضلا عن مشاهدات نادرة لحيوان الذئب، حتى وأن أحد السكان في المنطقة، ظنه كلبا، وكان يلاعبه، بالإضافة إلى أنواع عديدة من الطيور ومنها البوم الأبيض الثلجي.
وقال عياش: "هدفي من عدم ذكر أماكن تواجد هذه الحيوانات، المحافظة عليها، فالبيئة بدون الحيوانات بيئة غير سليمة ولا صالحة، وحلمي إنشاء محمية وخصوصا في هذه المنطقة على مشاعات الدولة، تجمع هذه الحيوانات وتعيش على سجيتها، وأن نستطيع متابعتها ورصدها ونستطيع التأكد من تكاثرها وزيادة اعدادها، وبذلك يمكن لنا المحافظة على بيئة سليمة".
وقد تواصلنا مع الخبير في مجال الثدييات والأستاذ في الجامعة اللبنانية كلية العلوم الدكتور منير أبي سعيد، والذي أشار إلى أن آخر مشاهدات للدب كانت في العام 1958 (منذ حوالي 61 سنة) وأنه يفضل متابعة الموضوع بطريقة علمية ليعطي رأيه الموضوعي الشامل، وهو ما سنقوم به في موقعنا "إليسار نيوز" بمتابعة هذا الموضوع.
وختاما، فالشكر موصول من موقعنا "إليسار نيوز" للناشطين في مجموعة "درب عكار" وخصوصا خالد طالب من الذي تواصل معنا إثر مشاهدته الفيديوهات على صفحات التواصل الإجتماعي، كما عمل مع زملائه على تزويدنا بالكثير من المعلومات حول هذه المشاهدة وقضايا ومواضيع بيئية عدة، وهو ما نعول عليه في شبكة التواصل بين أفراد المجتمع اللبناني والبيئي منه خصوصا، لتحقيق أهدافنا في الموقع لجهة المحافظة على البيئة والتنوع البيولوجي.
المصادر: الجديد، الدكتور حسان عياش، الخبير البيئي مصطفى رعد.
يمكن مشاهدة الفيديو الثاني على الرابط التالي:
