سقوط التكليف وارد والحكومة أكيد... فلماذا التظاهر؟!
أنور عقل ضو
بين دفعه للإعتذار، وهذا أمر أصبح متعذرا قبل صدور التشيكلة الحكومة ليبنى على الشيء مقتضاه، وبين إعطائه فرصة على أساس أن الأمور قد تلج طريقا لبداية حلحلة، وهذا مستبعد بالإستناد إلى آلية التأليف وبعض الأسماء المطروحة و"المفروضة"، ما يزال الرئيس المكلف الدكتور حسان دياب يحارب على أكثر من "جبهة"، بين تدخل من رشحوه لهذا الموقع من جهة، ومطالب الحراك الشعبي من جهة ثانية، فضلا عن إشكالية التمثيل السني بعد أن اعتذر كثيرون ممن يمثلون حيثية سياسية تحظى برضى الشارع السني، وهذا يعني أن الإختيار قد يرسو على بعض الجاهزين "غب الطلب" لتسلم حقيبة وزارية بـ "ضربة حظ" ما حلموا بها يوما.
جاء تظاهر العشرات من المواطنين أمس أمام منزل دياب وهم يرددون هتافات تطالبه بالرحيل متسرعة، فالمطلوب اليوم إعطاء دياب فرصة، بعد أن صار تكليفه أمرا واقعا، والكرة الآن في ملعبه، لجهة الإتيان بفريق عمل متجانس قادر على تحقيق إصلاحات تمكن الدولة من استعادة حضورها، ولأن مثل هذا الأمر صعب المنال مع استمرار سياسة وضع اليد من قبل السلطة السياسية على قاعدة التحاصص ولو بوجوه جديدة "أكاديمية".
مع إعلان تشكيل الحكومة تنجلي الأمور وتتأكد الشعارات التي أطلقها المتظاهرون أمس، ومنها: "إرحل يا حسان دياب... ما بدنا مرشح أحزاب"، وكيلا يقال إن الحراك أفشل الرئيس المكلف، خصوصا وأن أي توليفة حكومية ستكون حاملة ضمنا ما سيفضي بها إلى السقوط، فهذا يعني أن على الحراك الشعبي في ثورة 17 تشرين أخذ قسط من الراحة دون عناء التظاهر تحت الأمطار والعواصف!
وفي الخلاصة، سقوط التكليف وارد والحكومة أكيد... فلماذا التظاهر؟!