الراعي بارك الانتفاضة - الثورة الحرة غير المرتهنة لأحد: علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا
"إليسار نيوز" Elissar News
أشار البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أن "شعب لبنان ينتظر من المسؤولين السياسيين هدية العيدين: حكومة جديدة تضم أشخاصا أصحاب اختصاص ونزاهة وكفاءة يضعون البلاد على طريق الخلاص الإقتصادي والمالي والإنمائي والإجتماعي"، لافتا إلى أن "الشعب عبر بشبابه وكباره، برجاله ونسائه عما يعاني من أوجاع، وما يتطلب من إصلاحات، وذلك في ثورة إيجابية لم تهدأ منذ سبعين يوما"، متمنيا ان "تظل كذلك ولا تصبح ثورة سلبية هدامة"، ورأى أن "الثورة الايجابية تتعاون مع الجيش والقوى الامنية وتحترمها، وتخفف من الاعباء والنتائج السلبية عن كاهل المواطنين في حق التنقل والعمل".
وقال الكاردينال الراعي في رسالة الميلاد بعنوان "أبشركم بفرح عظيم" من كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي: لقد شكلت هذه الانتفاضة علامة رجاء مضيئة في الظلمة التي تكتنف وطننا، دولة وشعبا ومؤسسات. بوركت هذه الانتفاضة - الثورة الحرة وغير المرتهنة لأحد، فلا تهملوها أيها المسؤولون السياسيون، ولا تخيبوا آمالها. فإنها لا تسعى الى مصالح شخصية أو فئوية، بل إلى الصالح العام، والعودة إلى الجذور والأسس التي بني عليها لبنان وميزته عن كل دول المنطقة في تعدديته الثقافية والدينية في إطار الوحدة الوطنية والانتماء بالمواطنة".
وأضاف: "إن شعبنا يصمد بوجه الضائقة الاقتصادية والمعيشية، مثلما صمد في حقبات وظروف صعبة وخطرة. لكنه لن يرضى بقبول سوء الحكم الذي ساد منذ التسعينات، إذ انتشر الفساد والهدر وتفاقم العجز، وارتفع الدين العام، وازداد الفقر، وتوسعت رقعة البطالة، وبان عدم الصدق في عيش عقدنا الاجتماعي، وأهملت حماية الكيان وصون السيادة"، لافتا إلى أن "الكنيسة تواصل بمؤسساتها المتنوعة وإمكانياتها، مساعدة شعبنا في صموده بما يلزمه من حاجات معيشية".
ورأى الراعي أن "مآسينا تأتي من أن حكامنا يرفضون تداول السلطة منذ عشرات السنين، بل يتحاصصونها ومال الشعب هدرا ونهبا مسرفين في الصرف ومراكمين الديون على الدولة بمختلف أنواعها. فأوصلوا الدولة إلى الانهيار الاقتصادي والمالي، وأوقعوا أكثر من ثلث الشعب اللبناني في حالة الفقر، ورموا 35 بالمئة من الخريجين الجامعيين في حالة البطالة، فضلا عن الوصول بعدد من المؤسسات الخاصة التجارية والصناعية والتربوية إلى إقفال أبوابها".